تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” غدا اليوم الدولي للمرأة في مجال العلوم وفي إطار المساعي لتحقيق الأهداف الموضوعة لعام 2030.
ووفقا للاحصاءات ، وصلت نسبة خريجي الجامعات حول العالم من النساء إلى 53% في حين أن نسبة النساء في مجال البحث العلمي هي 28 % فقط، وعلى مدى الـ 15 سنة الماضية، عمل المجتمع الدولي متفانيا على إشراك المرأة في مجال العلوم، إلا أنها ومع الأسف، لا تزال المرأة تستبعد من المشاركة الكاملة في ذلك المجال.
وفي إطار الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في مجال العلوم، ستعلن اليونسكو ومؤسسة لوريال، أسماء الفائزات بجائزة لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم لعام 2018، وقد اختارت مؤسسة لوريال مع اليونسكو خمس نساء بارزات من بين العلماء من كل من الأرجنتين وكندا والصين وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة لمنحهن جائزة لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم لعام 2018 في ميدان علوم الحياة، وسيستلمن جوائزهن في 22 مارس المقبل في باريس، بمناسبة الذكرى الـ 20 لبرنامج لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في ديسمبر 2015 القرار 474 / 70، يوم 11 فبراير بوصفه يوما دوليا للمرأة في مجال العلوم، رامية بذلك إلى تحقيق إمكانية مشاركة المرأة بنسبة متساوية مع الرجل في مجال العلوم، بما يدفع في اتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين.
ولا تزال المساواة بين الجنسين القضية الجوهرية التي تعني بها الأمم المتحدة، كون هذه المساواة وتمكين المرأة يسهمان في التنمية الاقتصادية العالمية وإحراز تقدم في جميع الأهداف العالمية أهداف التنمية المستدامة التي يرمي إلى تحقيقها بحلول عام 2030.
وبحسب دراسة ، أجريت في 14 بلداً، فإن إمكانية تخرج فتاة بدرجة بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوارة في مجال من مجالات العلوم هى احتمالية تقل عن 18% و8 % و2% بالتتابع، في حين أن نسبة تخرج الذكور في تلك المجالات بتلك الدرجات العلمية هى 37% و18% و6% بالتتابع كذلك.
كما أن هناك فوارق كبيرة في ما يتعلق بالتمييز بين الرجل والمرأة حسب المنطقة الجغرافية، ففي أوروبا الجنوبية مثلاً، حصلت النساء على المساواة مع الرجل في مجال العلوم، ومن المناطق التي تكاد تتساوى نسبة مشاركة الرجل والمرأة في مجال العلوم في أمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى ودول منطقة البحر الكاريبي حيث وصلت نسبة مشاركة النساء في المجال العلمي هناك إلى 44%، أما في دول الاتحاد الأوروبي، وصلت نسبة العالمات إلى 33%، في حين أن 37 % من علماء العالم العربي هن من النساء، كما أن للنساء مشاركة أقوى في مجال العلوم في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى30% ، مقارنة بمشاركتهن في دول جنوب آسيا 17%.
وللنساء وجود ملحوظ في مجال العلوم الحياتية بنسبة تتجاوز 50%، ولكن مشاركتهن في المجالات الأخرى متفاوتة. فعلى سبيل المثال، في أمريكا الشمالية وفي معظم الدول الأوروبية، يتخصص عدد قليل من النساء في مجال الفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر، ولكن قد تتساوى نسبة مشاركة الرجل والمرأة في مجالات الفيزياء والرياضيات في مناطق أخرى.
ووفق الأرقام التي قدمتها اليونسكو فإن نسبة 38% من العاملين في البحث العلمي في الوطن العربي هن من النساء، وتحتل تونس المرتبة الأولى بنسبة 47 % ، تليها كل من مصر بنسبة 42% ، ثم السودان بنسبة 40 %، وتضم القائمة أيضا كل من العراق 34%، والكويت 38%، والجزائر 35%، والمغرب 30%، وعمان 25%، وليبيا 25%، وفلسطين 25%، والأردن 23%.
وفي الوقت نفسه ، كشفت دراسة أجراها المعهد الفرنسي “أوبينيون واي” ومؤسسة “لوريال”، أن التحيز ضد المرأة في القارة الأوروبية لا يزال صلباً وراسخاً.
وقد أجريت الدراسة على عينة من 5032 بالغاً في كل من ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا. وأوضحت أن 7 من بين 10 أوروبيين يعتبرون أن المرأة لا تملك القدرة على أن تكون من بين كبار العلماء، لافتقارها إلى صفات تخولها النجاح في مجالات العلوم والبحث العلمي.
ولم يظهر الذكور وحدهم تحيزاً ضد النساء في الدراسة ، بل أظهرت أكثرية النساء اللواتي استطلعت آراؤهن أنهن يستخففن بقدرات بنات جنسهن العلمية، واعتبرن أن المعادلات والنظريات العلمية هي ساحة يثبت فيها الذكور جدارتهم وليس النساء، وأن 33 % فقط من أفراد العينة اعتبروا أن النساء قادرات على النجاح في العلوم مثل الرجال.
وأوضح “هاغيز كازيناف” رئيس معهد “أوبينيون واي”، أن الأحكام المسبقة تجاه النساء لا تزال راسخة.
المصدر: أ ش أ