اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الحرب السورية المشتعلة منذ عدة سنوات، لم تكن حربا واحدة فحسب، بل هي شبكة متداخلة من صراعات منفصلة بين مجموعة من المقاتلين بالتناوب.
وذكرت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة- أن معظم دول العالم سعدت العام الماضي بانهيار خلافة تنظيم داعش المزعومة المستوحاة من القرون الوسطى، غير أن الانتصار على التنظيم الإرهابي أفسح الطريق أمام عودة الصراعات الكامنة وراء الحرب السورية مجددا للانتقام.
وأضافت أن القوات الحكومية السورية حولت تركيزها في غرب سوريا إلى معركة كانت موجودة بالفعل قبل ظهور داعش؛ ألا وهي المعركة ضد مجموعة من المعارضة المسلحة التي تهدف إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ولفتت إلى أن الجيش السوري، بدعم من روسيا، يواصل تكثيف الجهود لتدمير أكبر المعاقل المتبقية التي تخضع لسيطرة قوات المعارضة السورية، والتي استولت عليها منذ عدة سنوات فصائل تضم منشقين عن الجيش السوري وجماعات أخرى.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الاحتفالات بهزيمة تنظيم داعش سابقة لأوانها، لافتة إلى اختفاء العديد من مقاتليه ببساطة عن الأنظار وانضمامهم إلى الخلايا النائمة ليعودوا مجددا إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
وقال أحد الباحثين السورييين في مركز “شاثام هاوس” للأبحاث ومقره لندن للصحيفة، إن هناك بالفعل مؤشرات على أن هنالك جماعات مسلحة أخرى كانت تستخدم أيضا استراتيجيات حرب العصابات، إذ وقعت انفجارات في مدينتي دمشق وحلب الخاضعتين لسيطرة الحكومة السورية، متوقعا ارتفاع وتيرة الهجمات المماثلة نتيجة انضمام المزيد من المسلحين في ظل خسارتهم للأراضي.
واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إن الغرب تراجع إلى حد كبير عن المعركة ضد الأسد، ووافق ضمنا على استمرار حكمه وترك روسيا وإيران وتركيا باعتبارهم أكثر القوى الأجنبية نشاطا في الحرب السورية، ولكن الولايات المتحدة لا تزال متواجدة في جزء كبير من شمال شرق سوريا التي استولت عليها المليشيات التي تدعمها واشنطن من تنظيم داعش.
أ ش أ