غادر اليوم الصيادون المصريون الذين دخلوا المياه الإقليمية السعودية (جزيرة فراسان) بدون إذن لاصطياد الأسماك الجمعة قبل الماضي، وعددهم 57 صيادًا على متن مركب الصيد “الكعبة الشريفة” في حراسة زوارق حرس الحدود السعودي بعد أن تم تزويدهم بالوقود والمؤن والغذاء.
كان حرس الحدود السعودي يقوم بتوفير ثلاث وجبات طعام للصيادين الذين ظلوا على متن المركبين، ولم يتم احتجازهم مع توفير الرعاية والعلاج لهم، وإتاحة الفرصة للاتصال بذويهم في مصر، وذلك وفق متابعة قائد حرس الحدود بفرسان العقيد فيصل الجهني.
يأتي ذلك في الوقت الذي ظل فيه 4 أشخاص على ظهر المركب الأخرى انتظارا لانتهاء التحقيقات مع زملائهم الأربعة الذين يتولون قيادة المركبين، والذين يواجهون تهمًا تتعلق بالدخول إلى المياه الإقليمية السعودية بدون إذن واصطياد الأسماك بالمخالفة.
بالإضافة إلى عدم الامتثال إلى أوامر التوقف ومحاولة الهروب، مما أدى لإطلاق النار على ماكينات المركبين وتسبب في وفاة أحد الصيادين بالخطأ، والذي سيغادر جثمانه الثلاثاء 4 مارس إلى مصر بعد طلب ذويه، وإرسال توكيل منهم بإنهاء الإجراءات.
في الوقت نفسه، تم توقيف مركب صيد مصري ثالث يحمل اسم “بركة الحاج علوش” منذ يومين على متنه 37 صيادًا في منطقة سعودية أخرى تسمى “القحمة” تابعة لمنطقة عسير، وليس لمنطقة فراسان بجيزان.
وكان هذا المركب متواجدًا بالمياه الإقليمية السعودية بدون إذن من عدة أشهر وعاد مرة أخرى.
وقال السفير عادل الألفي، قنصل مصر العام بجدة، إن هذه الظاهرة المؤسفة أصبحت تتكرر كثيرا في الآونة الأخيرة؛ مما يتطلب ضرورة وسرعة العمل على توعية هؤلاء الصيادين بعدم الإقدام على اختراق المياه الإقليمية لدول الجوار حماية لهم ولمراكبهم.
وناشد الألفي جميع الصيادين المصريين ضرورة الالتزام بعدم اختراق المياه الاقليمية للدول المجاورة لمصر حتى لا يتعرضوا للعقوبات وقال لابد من توعية هؤلاء الصيادين لعدم تكرار هذا الخطأ.
وأشار إلى أن تكرار هذا الاختراق قد يؤدي إلى اتخاذ السلطات السعودية موقفا أكثر تشددا مع هؤلاء الصيادين، يتمثل في تطبيق الإجراءات القانونية التي تصل إلى توقيع عقوبة الحبس والغرامة ومصادرة المراكب والأسماك لانتهاك المياه الإقليمية.
وأبدي شكره وتقديره لما تقوم به السلطات السعودية وحرس الحدود السعودي من مساعدة لهؤلاء الصيادين والاكتفاء بالاحتجاز عدة أيام وعدم القيام بإجراءات قانونية أخرى، وعدم مصادرة المراكب مع توفير المأكولات والمشروبات والمؤن، وكل مايطلبونه؛ تقديرا للعلاقات الأخوية بين البلدين.
وقال الألفيظ: إن ذلك لا يعطي الأخوة الصيادين الحق في الدخول عنوة للمياه الإقليمية والصيد فيها.
ومن جانبه صرح المهندس فاخر عبدالواحد رئيس الجالية المصرية بجيزان الذي يبذل جهودا مستمرة لإنهاء أي مشكلات تتعلق بهؤلاء الصيادين أو من سبقوهم في عدة مرات بأنه سيتم أيضا مغادرة باقي الصيادين بعد انتهاء التحقيقات (8 من قائدي المراكب والميكانيين)، والعودة بالمركب الثاني خلال الأيام القليلة المقبلة.
وطالب المهندس فاخر عبدالواحد بضرورة إجراء دورات تثقيفية لهؤلاء الصيادين من خلال شيوخ الصيادين، بحيث لا يتعدون على المياه الإقليمية للدول المجاورة.
المصدر: الوكالات