“الخليج” الإماراتية: عودة الهجمات الإرهابية تنزع التفاؤل باستعادة زمام الأمور في ليبيا
اعتبرت صحيفة “الخليج” الإماراتية أن عودة الهجمات الإرهابية التي هزت مدناً ليبية عدة في الآونة الأخيرة؛ من بينها مدينة بنغازي والاشتباكات المصاحبة لها بين فصائل مسلحة كما حدث في محيط مطار معيتيقة قبل أيام، تنزع التفاؤل الذي كان قد بدأ يتبلور خلال الأشهر الماضية حول قدرة الليبيين على استعادة زمام الأمور في بلد محقون بالأزمات المتلاحقة.
وأوضحت “الخليج” في افتتاحيتها اليوم بعنوان “ليبيا والعودة إلى المربع صفر”، أن حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة عبرت عن تسخيرها لكل إمكانياتها للكشف عن المتورطين في العمليات الإرهابية التي ضربت البلاد، وكان آخرها الهجمات المزدوجة الثلاثاء في بنغازي وأسفرت عن سقوط أكثر من 140 شخصاً بين قتيل وجريح، وهو السبب ذاته الذي دفع بالمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة للتحرك وزيارة بنغازي للقاء قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ومسؤولين آخرين ما يشير إلى قلق دولي إزاء التطورات الأخيرة التي تشي بقدر كبير من الاضطراب في بلد يعج بالفصائل المسلحة وانعكاس ذلك على مسار السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة “لم يتعظ الليبيون مما حدث في بلدهم وفي بلدان أخرى في المنطقة العربية من خراب ودمار، إذ تحول التناحر السياسي والقبلي إلى سمة بارزة من سمات الوضع القائم اليوم والجيش الليبي الذي كان يراهن عليه كثيرون في إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، لم يستطع أن يمسك بزمام الأمور للتخلص من الجماعات الإرهابية التي تحصل على دعم مالي وتسليح من دول ترغب في استمرار الفوضى الشاملة في المنطقة العربية وقد كشفت قيادات عسكرية ومدنية ليبية عن ضلوع دولة قطر في تشجيع الجماعات الإرهابية في ليبيا حالها حال الدعم الذي تقدمه إلى جماعات إرهابية في عدد من الدول العربية”.
وشددت في ختام افتتاحيتها على أن المخاوف التي تنتاب المراقبين للأوضاع في ليبيا التي تشير إلى اتساع مساحة العمليات الإرهابية لها ما يبررها فخلال الأسابيع الأخيرة ارتفع منسوب الصراع العسكري والسياسي في ليبيا إلى أبعد مداه ولم تتمكن الأطراف من الاتفاق على صيغة تخرج البلد من عنق الزجاجة، كما أن المبعوث الدولي غسان سلامة لم يتمكن حتى الآن من إيجاد وصفة ناجعة لعلاج الأزمة المستفحلة والتي يبدو أن نطاقها سيتسع إذا لم يتدارك الجميع مخاطر استمرار الحروب المتنقلة في هذا البلد وتأثيرها في وحدته واستقراره، لأن ذلك يعيد الأمور إلى نقطة اللا عودة.
المصدر:أ ش أ