كرست صحيفة الفاينانشال تايمز إحدى صفحاتها الداخلية لتقارير من مراسليها عن وقائع المظاهرات وتطوراتها فضلا عن مقال رأي كتبه أندرو إنجلاند تحت عنوان “قرار الرئيس بمتابعة نهج الإصلاح يوضع تحت الاختبار”.
ويقول إنجلاند إن وسائل الإعلام التابعة للتيار المتشدد في إيران ردت على أكبر احتجاجات ضد النظام في الجمهورية الإسلامية منذ نحو عقد بالتحذير من مؤامرة تقودها قوى أجنبية، بينما ألقى سياسيون إصلاحيون ومحللون بالمقابل باللائمة على المتشددين في النظام في إذكاء فتيل القلاقل لتقويض جهود الرئيس الإيراني حسن روحاني الإصلاحية.
ويضيف أن طبيعة رد السلطات الإيرانية على هذه الاحتجاجات سيكشف هل أن روحاني سيستثمر هذا التحدي الشعبي للنظام للدفع قدما بمسيرة الاصلاح، أم هل أن المتشددين سيعززون استخدامهم لذريعة الوضع الأمني في وقت تواجه البلاد ضغوطا مطردة من الولايات المتحدة ومن خصومها الإقليميين من الدول العربية.
ويقول الكاتب إن روحاني، الذي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات في مايو، برفع لواء النهج الإصلاحي في انتخابات عُدت استفتاء على الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع القوى العالمية الكبرى في عام 2015، قد تعهد حينها بفتح أبواب البلاد واجتثاث الفساد داخل النظام، واستثمار الاتفاق النووي لتسريع وتيرة إعادة التعاون مع الغرب وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ويرى إنجلاند أن سبعة شهور مرت على هذا التعهد ومازال روحاني غارقا في صراع مع المتشددين وقد قدم تنازلات لخصومه، كما شهدت هذه الفترة وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستقبل الاتفاق النووي في خطر، فضلا عن أن الكثيرين يعتقدون أن المردود الاقتصادي الذي وعد به روحاني لم يتحقق.
ويصف كاتب المقال روحاني بأنه تولى مناصب رفيعة في الجهاز الأمني بعد الثورة الإسلامية في عام 1979، وبأنه سياسي محنك وقع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأنه قال بعد هزيمته لمنافسه مرشح التيار المتشدد وضمانه ولاية رئاسية ثانية إن إيران اختارت إعادة الارتباط مع العالم الخارجي والوقوف معه ضد “التطرف والعنف”.
ويخلص إنجلاند الى أن نتيجة الاحتجاجات قد تعطي مؤشرا على مدى رغبة روحاني في التراجع عن كلماته أو قدرته على ذلك.
ويكرس مراسل الصحيفة في طهران تقريره لدعوة روحاني إلى الوحدة في البلاد، بعد ارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات ضد الحكومة إلى 15 قتيلا.
ويقول المراسل إنه بعد أن تمكن المحتجون من تجاوز الحضور المكثف للقوات الأمنية والسيطرة على الشوارع ثانية ليل الأحد، حض روحاني في خطاب متلفز القوى السياسية والعسكرية في إيران على الحديث “بصوت واحد” لضمان (بقاء) “النظام السياسي والمصلحة الوطنية واستقرار بلادنا والمنطقة”.
المصدر: وكالات