رأت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران حاليا، تعد بمثابة أكبر تحد سياسي داخلي، يواجه قادتها منذ القمع الدموي لاحتجاجات “الانتفاضة الخضراء” المطالبة بالإصلاحات عام 2009.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، أنه رغم الاحتجاجات الداخلية التي تشتعل حاليا في طهران ، يواجه أيضا قادة إيران عداء من جانب الحكومة الأمريكية الصديقة للمنافسين الإقليميين لإيران..مرجحا استمرار التدخل الأمريكي في إيران ، حيث – يعتقد على نطاق واسع – أن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام الإيراني.
ورأت أن هناك بالفعل حالة من الإحباط العميق لدى الشعب في إيران نتيجة للعقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران ، والتي جعلت معظم البنوك العالمية حذرة من التعاملات المالية مع طهران..مشيرة إلى أنه رغم إبرام الاتفاق النووي بين القوى العظمى الدولية وإيران في 2015 وماتبعه من رفع العقوبات الدولية حتى تتمكن من بيع النفط مرة أخرى في الأسواق الدولية إلا أن طهران لاتزال تكافح من أجل إطلاق العنان للنمو الاقتصادي الذي كان يأمل الرئيس الإيراني حسن روحاني ومؤيديه في تحقيقه.
وبحسب التقرير فإن أبرز المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الإيراني الذي يرزح تحت وطأة العقوبات، هي البطالة حيث تبلغ نسبة البطالة بين الشباب الإيراني حوالي 40 % ليبلغ عدد العاطلين عن العمل نحو 3 ملايين شخص إلى جانب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، مثل الدواجن والبيض، بمقدار النصف تقريبا خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن جانبه، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدتين نشرهما مساء السبت “كل العالم يفهم أن الشعب الإيراني الطيب يريد التغيير ، ما يخشاه قادته بشكل أكبر ، فضلا عن القوة العسكرية الضخمة للولايات المتحدة ، هو الشعب الإيراني”.
وشدد ترامب ، الذي أرفق التغريدتين بمقطعي فيديو يظهران مقتطفات من كلامه في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث فيها عن إيران، على أن “الأنظمة القمعية لا تستطيع أن تستمر إلى الأبد وسيحين يوم يواجه فيه الشعب الإيراني ضرورة الاختيار”.. قائلا : “إن العالم يراقب”.
جدير بالذكر أن الحرس الثوري الإيراني، الذي قمعت قوات “الباسيج” التابعة له احتجاجات “الحركة الخضراء” في 2009، حذر المحتجين المناهضين للحكومة أمس السبت بالرد بقبضة من حديد إذا استمرت الاحتجاجات السياسية.
ويأتي هذا التحذير بعد أيام من المظاهرات في العاصمة الإيرانية ومناطق أخرى، وقد وقعت بعض الهجمات على المباني الحكومية في طهران، واتهم وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فاضل من يتحدثون عن الاحتجاجات على وسائل التواصل التواصل الاجتماعي بمحاولة نشر الخوف والعنف.
وشارك مئات الإيرانيين لليوم الثالث على التوالي في احتجاجات مناهضة للحكومة تحديا لتحذيرات صادرة عن السلطات طالبتهم فيها بالامتناع عن المشاركة في المظاهرات.
ومن جهة أخرى، خرج الآلاف من مؤيدي الحكومة الإيرانية في مسيرات حاشدة فيما يبدو أنه استعراض للقوة في مواجهة المظاهرات المناوئة للحكومة.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط (أ ش أ)