اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينية منال التميمي، إحدى قريبات عهد التميمي من أمام سجن عوفر قرب رام الله، وذلك خلال مسيرة تضامنية نظمتها القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية دعما للفتاة “عهد” خلال جلسة محاكمتها اليوم.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل على المتظاهرين لتفريقهم من أمام سجن عوفر، واعتقلت اثنين آخرين أحدهما هو الناشط في المقاومة الشعبية جميل البرغوثي.
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، إن المسيرة الحاشدة التي انطلقت اليوم إلى سجن عوفر لن ترهبها قنابل الاحتلال ولن تتنازل عن الإفراج عن عهد التميمي ووالدتها ناريمان ونور ابنة عمها، مطالبا أيضا بالإفراج عن جميع الأطفال الفلسطينيين المعتقلين.
وأكد أن “تظاهراتنا مستمرة يوميا وغدا سيكون يوما كفاحيا آخر عند حاجز مستوطنة بيت ايل (بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة البيرة المتاخمة لرام الله)”، وتابع “نحن سنبقى ولن نرحل.. يجب الضغط بكل الوسائل”.
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي في حرج حاليا لأن قضية عهد يهتم بها العالم أجمع، واكتسبت تضامنا دوليا معها بشكل خاص وذلك لتميزها الكفاحي والنضالي، مما جعل منها رمزا وأيقونة للنضال ضد المحتل.
وكانت ناريمان والدة الفتاة قد تم اعتقالها أيضا هي الأخرى عندما ذهبت للاطمئنان على ابنتها في مركز التحقيق الإسرائيلي.. وحاولت حضور التحقيق معها نظرا لأنها قاصر، كما اعتقل الاحتلال نور التميمي ابنة عم عهد.. وأحمد التميمي من مدرسته.
ويحاول الادعاء العام الإسرائيلي تقديم لائحة اتهام بصيغة خطيرة ضد عهد التميمي مضمونها “ضرب مجند والتحريض المستمر ومحاولة إيقاع جنود في كمين أمام منزلها.
والفتاة عهد التميمي ( 17 عاما) اعتقلها جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد حملة تحريض في الإعلام العبري الذي رأى أنها “أهانت جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي”، بعد انتشار فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يظهرها وهي تصفع جندياً إسرائيلياً، ولكن الشريط لم يظهر أن الجنود اعتدوا على حرمة منزل عائلتها واستخدمه منصة لقنص الطفل محمد التميمي (ابن عمها ) (15 عاما) برصاصة استقرت في قاع الجمجمة ويرقد حاليا في حالة حرجة في قسم العناية المركزة بالمستشفى.
والمعتقلة “عهد” هي فتاة فلسطينية تحمل على عاتقها منذ سنوات طفولتها الدفاع عن القضية الفلسطينية.. وترعرت على النضال.. حيث نشأت في كنف عائلة رفضت أن تخضع لقوانين المحتل مما أدى إلى تعرض والدها إلى الاعتقال ما يقرب من 9 مرات أما والدتها فاعتقلتها قوات الاحتلال 5 مرات وشقيقها مرتين بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال بسبب الاستشهاد وأصبحت العائلة مستهدفة من الإعلام والسلطة الإسرائيلية.
ولا تنسى عهد عندما اعتقل الجنود أخاها الأكبر وناضلت وصرخت بوجوههم وكانت وقتها لم تتعد الـ 12 عاما كما لم تغفل ذاكرتها اعتقال أمها التي زرعت في نفسها الصبر والجلد والشجاعة وسجلت كاميرات التليفزيون “عضتها” التي تركت أثرها على يد الجندي الإسرائيلي واستطاعت أن تمنعه من اعتقال أخيها بمساعدة والدتها وعمتها.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)