أكدت صحف الإمارات الصادرة، اليوم الجمعة، أن القضية الفلسطينية عادت إلى دائرة الاهتمام الدولي وأن قرار الرئيس الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل حشد العالم كله مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة، مشيرة إلى أن تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة أمس رفضاً لقرار دونالد ترامب يؤكد عروبة القدس وحق الفلسطينيين بها.
فتحت عنوان ” فلسطين في دائرة الضوء” قالت صحيفة “الإتحاد” في افتتاحيتها إن القدس عاصمة لدولتين تم توثيقه في اتفاقيات رسمية رعتها الولايات المتحدة بإداراتها المتعاقبة وعلى أساسها انطلقت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكل إجراء أو قرار يخالف هذه الاتفاقيات المعتمدة دولياً باطل ولا أثر له ولا يرتب أي التزامات على أحد الأطراف.
وأشارت إلى أن كل ما أدى إليه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها هو إعادة القضية الفلسطينية إلى بؤرة ودائرة الضوء الدولية بعد أن طغت عليها أزمات وقضايا أخرى في المنطقة، منوهة أن الرئيس الأمريكي أعاد الزخم للقضية العربية الأولى وألقى حجراً في مياهها الراكدة وحشد العالم كله مع الشعب الفلسطيني وما حدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة وقبلها في مجلس الأمن مجرد إجراءات رمزية مهمة جداً تؤكد وقوف المجتمع الدولي كله مع الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وتؤكد أيضاً أن الولايات المتحدة تقف وحدها في هذا الشأن.
ولفتت صحيفة الاتحاد في ختام افتتاحيتها الى انه بدلاً من ممارسة جلد الذات التي يتبعها العرب علينا أن نعترف هذه المرة بإيجابية وسرعة التحرك العربي بعد قرار ترامب وقدرة العرب على حشد المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية وإعادة هذه القضية إلى الواجهة وإلى قمة الأولويات الدولية.
وتحت عنوان “العالم يقف مع الحق”، قالت صحيفة “الوطن” في افتتاحيتها انه في جلسة تاريخية للجمعية العامة للأمم المتحدة أسفرت عن تبني قرار دولي بغالبية 128 دولة رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس تأكيداً لعروبتها وقدسيتها وحق الفلسطينيين بها والعالم الذي نصر القضية بغالبية كاسحة هو في حقيقة الأمر انتصر للعدالة ولكرامته ومبادئه ومسؤوليته في نصرة قضية محقة وانتصر للسلام بكل ما تمثله القدس من رمزية لنضال شعب وقدسية تاريخية ورمز للقضية الأطول والأعقد في عصرنا الحديث.
وأشارت الصحيفة إلى أن التصويت كان انتصاراً عالمياً للعدالة ورفضاً للابتزاز والتهديد والوعيد الذي لوحت به واشنطن في مواجهة كل دولة تصوت لصالح القدس وضد القرار الأمريكي الذي لاقى شجباً وإدانةً واستنكاراً واسعاً وبطلان كل تصرف من هذا النوع فالمبادئ لا تتجزأ والقيم لا تهتز تحت وقع التهديد وكرامات الدول وسيادتها وقراراتها المستقلة خاصة تجاه نصرة قضية بحجم القدس وما تمثله لا يصح أن تكون موضع ابتزاز أو ربطها بمساعدات مادية.
وأضافت أن واشنطن لن تستطيع محاسبة 128 دولة قالت “لا” رغم أن التصويت في الجمعية العامة يعتبر انتكاسة لجهود واشنطن بالتحرك الأحادي وغير المشروع تحت أي مبرر كان، خاصة أنه ليس القرار الأول الذي تتخذه الأمم المتحدة سواء في الجمعية العامة أو مجلس الأمن ومنذ أكثر من نصف قرن هناك الكثير من القرارات التي أكدت عروبة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وبالتالي لا يحق لأحد أن يتصرف بها أو يتنازل عنها، فهي جوهر القضية وعنوان صمودها.
ولفتت صحيفة الوطن في ختام افتتاحيتها إلى أن الحكمة والتعقل والواجب اليوم على واشنطن إن كانت معنية بدعم مساعي السلام عوضاً عن انحيازها وإجهاض كافة محاولات إنهاء الصراع أن تتعامل مع القضية ليس من منطلق التحدي والضغوط وقطع التمويل عن الدول التي رفضت قرار ترامب، بقدر ما يجب العودة إلى كافة السبل التي تؤدي في النهاية لتحقيق قرارات الشرعية الدولية والدفع بالحل الواجب الذي يحفظ حق الشعب الفلسطيني و يؤدي إلى إحلال السلام .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)