أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستافان دى ميستورا، اليوم الخميس، انتهاء مفاوضات “جنيف 8” بشأن الوضع في سوريا، دون تحقيق الأهداف التفاوضية.
وكشف دي ميستورا، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف عقب انتهاء المفاوضات، أنه عقد 7 اجتماعات مع الحكومة خلال هذه الجولة و11 اجتماعا مع المعارضة ولم نصل بعد إلي مفاوضات حقيقية ناجحة ومباشرة رغم الجهود الكبيرة التي نبذلها.
وأعرب عن أسفه لعدم مشاركة وفد النظام السوري في مفاوضات مباشرة مع المعارضة، مؤكدا أن الهدف من هذه الجولة كان البدء بمفاوضات حقيقية بناء على القرار 2254، الذي يتناول مسار الحل السياسي في سوريا.
وأشار إلي أن الجميع أضاع فرصة ذهبية في هذه الجولة من المحادثات رغم أن الجميع متفق علي أن القرار رقم 2254 هو ما نسعى لتنفيذه.
وأضاف دي ميستورا أنه حاول إقناع وفد الحكومة بالمفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة، لافتا إلي أن وفد الحكومة لا يريد إجراء مفاوضات مباشرة بسبب وضعها الشروط المسبقة.
وأكد دي ميستورا أنه في اجتماعات هذه الجولة كان للمعارضة في الاجتماعات موقف موحد كذلك ولم يفرضوا أية شروط.
ولفت إلى أنه ناقش مع وفد المعارضة ما يتعلق بالعملية الدستورية والانتخابية فى سوريا وبحث مع وفد الحكومة مكافحة الإرهاب، وهي السلة الرابعة التي كان تم الاتفاق وبطلب من وفد الحكومة فى جولات سابقة على أن تكون ضمن جدول أعمال المحادثات
وأشار إلى أنه التقى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في جنيف وطلب اليهم النصح فيما آلت إليه أمر المحادثات فى نهاية الجولة برغم المجهود الكبير الذي بذل للوصول إلى مفاوضات حقيقية.
وذكر دي ميستورا أن السفير الجعفري رئيس الوفد الحكومي السوري كان معترضا حتى على قيام دي ميستورا في بداية الجولة بالمباحثات مع الوفدين في غرفتين تفصلهما عدة أمتار ويتنقل المبعوث بينهما.
وقال إن وفد الحكومة السورية لم يكن يرغب حتى ولو بشكل جغرافي في لقاء وفد المعارضة.
وأكد دي ميستورا أنه سوف يقوم بالتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريس وسيطلع مجلس الأمن كذلك على نتائج هذه الجولة ليحدد بعد ذلك أن كان سيطرح أفكارا جديدة.
كما لفت إلى أنه ينتوى الدعوة إلى جولة أخرى ربما فى غضون شهر أو أكثر، قائلا إنه سيعيد لفت نظر الدول الحريصة على حل سياسي لسوريا لبذل كل الجهود للوصول إلى مفاوضات جادة فى جنيف وفى اقرب وقت ممكن.
وشدد دي ميستورا على الأهمية البالغة للحفاظ على مسار جنيف باعتباره المسار الشرعي الذي لا يمكن سحبه ولا يمكن بحث قرار مجلس الأمن 2254 ومرجعيات هذه المحادثات في مكان آخر.
ونوه المبعوث إلى أنه سيتابع كافة المبادرات الأخرى سواء آستانا أو سوتشي وسيشجع أي دعم من تلك المبادرات لمسار جنيف.
ورد دى ميستورا على سؤال حول جدوى جنيف بعد ما حدث من فشل فى هذه الجولة، بأن البديل لجنيف سيكون الحرب ولا بديل عن جنيف كما لا يمكن بدء إعمار سوريا دون عملية سياسية جادة وذات مصداقية.
وألمح إلى أنه لن ييأس وسيكرر المحاولة منوها إلى أنه أبلغ رئيس وفد الحكومة السورية أن هناك مناطق على خريطة سوريا أصبحت تحت سيطرة آخرين والسوريون يريدون سوريا موحدة وبلدا موحدا لجميع السوريين وهو ما يعنى أنه لا بد من مسار جنيف.
وقال دى ميستورا إنه ومع قرب انتهاء العمليات العسكرية فى سوريا فإن فرصة عملية سياسية دون شروط مسبقة لا تزال موجودة، وأن يتم العمل لتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي لن تتجاوزه الأمم المتحدة أو تقفز عليه والدخول في القضايا الدستورية والانتخابية، وأن يكون تنفيذ القرار في بيئة آمنة ومحايدة وغير طائفية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)