أفادت دراسة طبية بأن التعرض لمدة ساعتين لتلوث الهواء بشكل رئيسي في هيئة عادم ناجم عن الحركة المرورية، يمكن أن يعيق الحصول على الفوائد الصحية الإيجابية لممارسة رياضة المشى على الرئتين والقلب بين كبار السن.
فقد أظهرت النتائج أن التعرض على المدى القصير لعادم السيارات، يمكن أن يكون له آثار سلبية على كل من الأشخاص الأصحاء، وكذلك أولئك الذين يعانون من الظروف القلبية التنفسية الموجودة مسبقا مثل مرض الإنسداد الرئوى المزمن (كوبد) أو مرض الشريان التاجي.
وتأتي نتائج المتوصل إليها في هذه الدراسة في الوقت الذي تواجه فيه شمال الهند أزمة خطيرة فيما يتعلق بارتفاع مستويات التلوث.
وقال جون جينج، الأستاذ فى جامعة “ديوك” فى ولاية نورث كارولينا” الأمريكية، “هذا وتضيف هذه الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تبين الآثار السلبية للقلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي حتى التعرض لمدة ساعتين لتلوث حركة السيارات”.
ومن ناحية أخرى، أدى الأشخاص الذين سافروا لمدة ساعتين، بعيدا عن التعرض المباشر لأبخرة حركة المرور فى الشوارع – إلى الحد من تصلب الشرايين بأكثر من 24% في المتطوعين الأصحاء و مرض الانسداد الرئوي المزمن، و أكثر من 19% في مرضى القلب.. بيد أن أولئك الذين تعرضوا للتلوث شهدوا ارتفاعا قدره 4.6% في معدلات تصلب الشرايين. و زيادة بنحو 16 % في مرض الإنسداد الرئوي المزمن، و 8.6 % في أمراض القلب.
وقال الدكتور فان تشونج، الأستاذ فى كلية إمبريال كوليدج فى لندن :” بالنسبة لكثير من الأشخاص، مثل كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، فإن الممارسة الوحيدة التى يمكنهم القيام بها فى كثير من الأحيان هى ممارسة رياضة المشى”.
وقال الباحثون إن الدراسة – التي نشرت فى عدد ديسمبر من مجلة “لانسيت” الطبية – تسلط الضوء على الحاجة إلى حدود أكثر صرامة لجودة الهواء وتدابير أفضل للسيطرة على حركة المرور فى مدننا، وكذلك زيادة فرص الوصول إلى المساحات الخضرات الحضرية.
ووفقا للتقرير الصادر عن “منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف)، فإن تعرض الأطفال لتلوث الهواء يمكن أن يدمر أدمغتنا بشكل دائم.. فقد ارتبط عرض النساء الحوامل لملوثات الهواء ذات الصلة بعوادم المرور – خاصة جزيئات PM2.5# # بنسبة تتراوح مابين 2- 6% زيادة فى احتمال انجابهن لأطفال منخفضى الوزن، ونسبة تتراوح ما بين 1- 3% زيادة في احتمالات ولادة أطفال منخفضى الوزن.
وأوضح الباحثون ” جنبا إلى جنب مع هذه الأدلة تشير الأدلة المتوصل إليها من دراسات أخرى، تؤكد أننا لا نستيطع أن نتسامح مع مستويات تلوث الهواء المرتفعة التى نجدها فى شوارعنا المزدحمة”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)