قالت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها اليوم : عندما يعجز الحرف والكلمة عن وصف آلة الموت والدمار دائرة الرحى في المنطقة العربية، فإن خيار الفعل هو المقدم بالضرورة، وهو الذي يجب أن ينتصر يقيناً، لكن تركيز الإرهاب، ضمن الحالة العربية الراهنة، على مصر، له غاياته الواضحة التي لا تخفى على أحد: مصر قلب الأمة العربية وعمقها الاستراتيجي، ويستهدف الوطن العربي من الماء إلى الماء عندما تستهدف مصر، ولذلك فإن وقوف العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء إلى جانب مصر وقيادتها وشعبها الأصيل مسألة حتمية، والقصد هنا يتجاوز الجانب العاطفي الغامر إلى حقيقة موضوعية خالصة مؤداها أن الموقف من مصر معيار أخلاقي أكيد في عالم اليوم، يمكن، ببساطة، تصنيف الدول والمؤسسات والأفراد بناء عليه، فلا يعقل مثلاً، والحالة تلك، أن يقف البعض من يحسب على الدول المارقة والمنظمات الآثمة ضد أمن واستقرار مصر، أو أن يستعمل واجهاته السياسية وأبواقه الإعلامية في تبرير الإرهاب، كما هو دأب إعلام قطر، وقناة الجزيرة الإخوانية الإرهابية خصوصاً، وكما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في تغريدة له شهيرة: «تبرير الإرهاب إرهاب».
والإمارات، الوطن والدولة والقيادة والشعب، مع مصر، الوطن والدولة والقيادة والشعب، ولقد شعر الجميع هنا بالألم العظيم وهو يلقى أنباء فاجعة مسجد الروضة في سيناء، حيث استشهد 235 مواطناً مصرياً في أثناء صلاة الجمعة، إلى جانب عشرات الجرحى، ما يتعارض مع كل القيم الإسلامية والإنسانية، وحين يعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في برقيته إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقوف دولة الإمارات مع شقيقتها مصر في كل الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، فإنما هو تأكيد لموقف الإمارات المبدئي تجاه مصر، انطلاقاً من الإيمان المطلق بأهمية وضرورة مصر، وبالمعاني العميقة السامية التي أكدتها تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
هو ضمير دولة الإمارات يعبر ويتكلم بالصوت الراسخ العالي، فلن تتخلى الإمارات عن مصر أبداً، وهي بهذا الموقف إنما تتمسك بثوابتها وقيمها، وبوصية والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وهو ضمير دولة الإمارات التي كانت أول من بادر إلى مواجهة وحش الإرهاب والتطرف والطائفية بالأمن والعدل والفكر، فسنّت التشريعات المتقدمة، وأسهمت مع العالم في تجفيف منابع الإرهاب العابر للقارات، داعية إلى الإسلام الوسطي المعتدل، النقيض لأفكار تيارات الظلام وجماعات التكفير، ويكفي، تدليلاً على وحشية وهمجية ولاإنسانية هؤلاء، ما حدث ظهر أمس الجمعة، ووصف بأنه أبشع وأبغض حادث إرهابي في مسجد على امتداد تاريخ الإنسان.
رحم الله شهداء مسجد الروضة، وشهداء مصر الأبرار في كل زمان ومكان، والنصر لمصر، والحياة لشعب مصر العزيز الكريم.