اختار البرلمان الأوكراني – الذي يتولى السلطة منذ ان دفعت الاحتجاجات الحاشدة الرئيس على الفرار – رئيس البرلمان رئيسا مؤقتا للبلاد اليوم الأحد ليحل محل فيكتور يانوكوفيتش وبدأ العمل من اجل تشكيل حكومة جديدة.
وفي جلسة تصويت ساخنة بالبرلمان، عزل النواب الرئيس الذي ما زال هاربا من قصره الريفي الخالي في الوقت الذي ظل فيه المحتجون الذين اعتراهم القلق رغم شعورهم بنشوة الانتصار معتصمين في الميدان الرئيسي في كييف على مسافة قريبة من البرلمان.
وأعلن المسؤولون الأمنيون الذين عينهم البرلمان عن اتخاذ اجراءات قانونية ضد اعضاء الادارة المخلوعة والمسؤولين عن اعمال القنص والهجمات الاخرى التي قامت بها الشرطة على المتظاهرين والتي خلفت 82 قتيلا في كييف الاسبوع الماضي.
وبعد يوم من عزل يانوكوفيتش بمساعدة نواب من حزبه سلم البرلمان سلطاته بصفة مؤقتة إلى أوليكسندر تيرتشينوف الذي انتخب رئيسا للبرلمان يوم السبت.
ودعا تيرتشينوف وهو حليف لزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو المفرج عنها حديثا إلى تعيين رئيس مؤقت للحكومة بحلول يوم الثلاثاء لادارة البلاد لحين اجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 25 مايو ايار. وقد تكون تيموشينكو (53 عاما) من بين المتنافسين على منصب الرئيس وكانت قد خسرت امام يانوكوفيتش في عام 2010 ثم سجنت بتهمة الفساد.
وندد يانوكوفيتش بما وصفه “انقلاب” مذكرا بصعود النازيين للسلطة في ألمانيا في الثلاثينات.
وكان يانوكوفيتش يتحدث لقناة تلفزيونية يوم السبت من غرفة فندق على ما يبدو في مدينة قريبة من الحدود الروسية.
ومع استمرار وجود المحتجين المؤيدين للتقارب مع الاتحاد الاوروبي والذين ما زالوا يسيطرون على وسط كييف ووجود حشود في الشوارع في بلدات ومدن اخرى يواجه البرلمان ضغوطا لفرض سلطته في انحاء البلاد وتهدئة المخاوف من حدوث انقسام مع الزعماء الاقليميين الموالين لروسيا في القاعدة السياسية المنهارة للرئيس بشرق البلاد.
وقال عضو حزب تيموشينكو (ارض الاجداد) انها من ضمن ثلاثة مرشحين رئيسيين لمنصب رئيس الوزراء. والاخران هما زميلها في الحزب ارسني ياسنيوك وبيترو بوروشينكو احد اثرياء اوكرانيا وهو صاحب اعمال في صناعة الحلويات ووزير سابق اطلق عليه لقب “ملك الشوكولاتة”.
وقال القائم بأعمال النائب العام متحدثا امام البرلمان ان امرا صدر للقبض على سلفه فيكتور بشونكا وايضا على وزير الايرادات اولكسندر كليمنكو. ونقلت وسائل اعلام محلية عن مسؤولين آخرين قولهم ان الرجلين أفلتا من القبض عليهما يوم السبت في مطار بعدما تدخل مسلحون لاطلاق سراحهما.
ونقل عن القائم بأعمال رئيس جهاز أمن الدولة فالنتين ناليفايتشينكو قوله على موقع الجهاز على الانترنت انه سيعمل مع زعماء الاحتجاج في ميدان الاستقلال للتأكد من أن الجهاز “سيتخذ سريعا خطوات للامساك بأولئك المجرمين الذين قتلوا الناس وبمنظمي عمليات القتل الجماعي وبالزعماء الذين اصدروا الاوامر الاجرامية.”
وقال القائم بأعمال وزير الداخلية ارسن افاكوف للمشرعين ان الشرطة تعمل على التحقيق في “الجرائم الخطيرة ضد الشعب الاوكراني ومنها التي ارتكبها الزعماء السابقون للدولة”.
وفي ميدان الاستقلال فككت بعض الخيام لكن كثيرا من الناس قالوا انهم سيبقون في الميدان حتى انتخاب رئيس جديد.
واستمع العديد من الناس صباح يوم الاحد الى خطب وصلوات لأجل ضحايا الاسبوع الماضي. وكان رجال ما زالوا يتجولون حاملين العصي ويرتدون خوذات ودروعا للجسد صنعوها بأنفسهم وفي بعض الحالات كانوا يرتدون اقنعة تزحلق على الجليد وازياء تشبه ملابس الجيش.
المصدر: رويترز