رأت صحيفة “الـفاينانشيال تايمز” البريطانية، أن رحلة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب الآسيوية، قد تعزز الشكوك حول التزامات الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالتحالفات والمبادئ.
واعتبرت الصحيفة، فى تعليق على موقعها الإلكترونى، رحلة آسيا بمثابة العمل الأكثر أهمية على صعيد السياسة الخارجية للرئيس ترمب منذ توليه منصبه؛ قائلة إن تلك الزيارة تقدم بطرق عديدة صورة سريعة وموجزة لرئاسة ترمب.
ورأت أن هذه المهمة (الرحلة) الدبلوماسية صادفت نجاحا فى بعض أجزائها لكن ناتجها الإجمالى يشير إلى تعزيز للمخاوف بشأن التزام واشنطن على صعيد التحالفات طويلة المدى، إضافة إلى تقويض الثقة فى المبادئ والقيم الأمريكية، فضلا عن تهميش الدور الأمريكى إقليميا.
ونبّهت الـفاينانشيال تايمز إلى أن الرحلة كانت تستهدف إنجاز ثلاث مهام : الحث على الاتحاد فى مواجهة واحتواء التهديد النووى الذى تشكله كوريا الشمالية؛ وتأكيد دور أمريكا فى المنطقة كثقل موازٍ للصين؛ والمضى قدما فى تعزيز رؤية ترامب الخاصة بأفضلية الصفقات الثنائية على اتفاقيات التجارة متعددة الأطراف.
وعلى الرغم من تناقض الأهداف الثلاثة، بحسب الصحيفة، فإن الجزء الأول من الرحلة صادف نجاحا معتدلا، ففى اليابان وكوريا الجنوبية قدّم ترمب التطمينات الضرورية بشأن الدعم الأمريكى للمسائل الأمنية، ولم تكن هنالك لغة متطرفة ولا استفزاز لـكوريا الشمالية، بل على العكس التزم ترمب بالنص المكتوب له وأكد الحاجة إلى العمل الجماعى ودعا بيونج يانج إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات.
كل ذلك يدعو إلى الراحة ، بحسب الصحيفة، غير أن سلوك ترامب أصبح أكثر إثارة للجدل لدى وصوله إلى العاصمة الصينية بكين ، حيث أغدق المديح على نظيره “شى جين بينج” فى معقله الحزبى الذى وطدّ فيه سلطاته الشمولية دون أية إشارة من جانب ترمب إلى حقوق الإنسان.
هذا، فيما مثلت محطة فيتنام، نقطة القاع فى تلك المهمة، حيث شن ترامب هجوماً على منظمة التجارة العالمية، والتجاوزات التجارية المزمنة، قائلاً إنه لا يلوم الدول الأخرى على ابتزاز الولايات المتحدة معلنا عن اعتزامه اعتماد الصفقات الثنائية فقط بدلاً من الاتفاقيات متعددة الأطراف.
وعلقت الـفاينانشيال تايمز، قائلة إنها رسالة صعبة الترويج تلك التى تتضمن دعوةً إلى اتحاد إقليمى ضد التهديدات الأمنية على جانب، وإعلانًا عن أن واشنطن ستحارب من أجل مصلحتها الوطنية الاقتصادية على حساب مصالح حلفائها على الجانب الآخر.
وقد زاد الأمر صعوبة، بحسب الصحيفة، بإظهار ترامب إعجابَه بالرجال الأقوياء بالمنطقة بدلا من مناوءتهم، ومن ذلك توددّه إلى نظرائه الصينى والفلبينى والروسي.
وخلصت الصحيفة إلى أن كل ذلك إنما يوجه رسالة مباشرة مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد يُعتمد عليها فى نشْر لواء القيم الليبرالية أو النظام الاقتصادى الحرّ الذى قامت على أساسه رفاهيتها هى وغيرها من دول المنطقة.
المصدر: أ ش أ