دعت صحيفة “الرياض السعودية ” إلى وقفة عربية حقيقة مع مصر لمساندتها فى الحفاظ على حقوقها فى مياه نهر النيل.
وقالت الصحيفة ” فى افتتاحيتها اليوم الأحد تحت عنوان من “يدير معركة سد النهضة” إن سد النهضة الإثيوبي بدأ مشروعًا سياسيًا قبل أن يصبح اقتصاديًا، وقد تعددت الدول التي تسانده وتحرض إثيوبيا على تعطيش مصر والسودان معًا، والمشروع الآن يتجه للإنشاء، وإن أمريكا وإسرائيل خلف هذه القضية، وقد طالت الاتهامات دولاً أخرى بينها تركيا والصين بتمويله والدخول في شراكة مع الشركة الإيطالية المنفذة، ومع وجود معاهدات في تقاسم مياهه، فإن سابقة تركيا بحرمان العراق وسوريا من نهري دجلة والفرات قابلة لأن تستنسخ مع إثيوبيا”.
ورأت الصحيفة أن تدويل الموضوع بشكاوى للأمم المتحدة أو مجلس الأمن قد لا يفيد، لأن إثيوبيا ماضية في العمل، وأن مصر ستكون أمام حياة أو موت لو نقصت حصتها من مياه النهر، ومع أن خطوات الحلول السياسية لا تزال بلا جدوى فإن الخيارات المفتوحة قد تصل إلى حروب مياه بين كل الدول المستفيدة من النيل وأضافت “لكن ما يحز في النفس أن السودان التي شاركت مصر بالإصرار على موقف موحد انسحبت بسبب خلافات حلايب، والرؤية غير الصحيحة أنها ليست متضررة من السد، في حين أن خبراء أكدوا أنه على المدى البعيد سيكون كارثة على البلدين”.
وأشارت إلى أن المباحثات بين هذه الدول قد تكون مفيدة لتجنب التصعيد والحلول المعقدة وتساءلت عن الموقف العربي من الوضع، وهل يقبل أن تكون مصر بلا نيل وما هي الخطوات المطلوبة في مساندة واضحة، وهل يملك العرب التأثير على إثيوبيا بقبول تقاسم المياه وفق المعاهدات الدولية،أم أن ذلك غير مؤثر، وأن إثيوبيا قد لا تصغي لأي وساطة أو حلول موضوعية.
وقالت الصحيفة “إن الحكومة المصرية ستكون أمام مواجهة غير عادية، وأن هناك من يريد أن يضعها في حالة استنفار تام، ومع أنها صرحت بأن من حق إثيوبيا الاستفادة من هذه المياه سواء بالزراعة أو الكهرباء كحق طبيعي، إلا أنها لا تقبل أن يكون ذلك على حساب حصتها الموقع عليها قانونيًا من كل الدول المار بها نهر النيل”.
وأضافت الصحيفة، إن الأمر يحتاج إلى وقفة عربية حقيقية بالسير خلف مصر في المحافل الدولية للمحافظة على حقوقها بما فيها تهديد الدول التي تمول أو تبني السد بالمقاطعة السياسية والاقتصادية”، وتساءلت ماذا لو كان الموضوع يخص إسرائيل على هذا المجرى وحرمت من حصتها، وقالت إنها قد تهدد باستعمال أسلحتها النووية، هذا إذا لم تبادر بتدمير أسس السد قبل أن ينشأ.
وقالت فى ختام تعليقها إن “مصر ليست الجدار القصير، ومع أنها لا تزال تستخدم الوسائل السلمية، وتطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية إلا أن الأمور في مثل هذه المواقف لا تدار بالعواطف أمام حالة مصيرية، مع الأمل بأن تتم التسوية بمنطق المصالح لا دفعها إلى حالات التوتر المضاعف”.
المصدر: أ ش أ