كتب نجمة بوزورجمر في صحيفة “فايننشال تايمز”، إن عمق الإنزعاج الإيراني من التوتر المتصاعد مع السعودية، بدا واضحاً هذا الأسبوع مع الإغلاق الموقت لصحيفة “كيهان” اليومية المتحالفة مع المتشددين.
فبعد إطلاق المتمردين الحوثيين في اليمن صاروخاً باليستياً على الرياض، الهجوم الذي اعتبرته الرياض عملاً من أعمال الحرب من قبل إيران، لمحت الصحيفة إلى دور إيران في دعم الحوثيين.
وقد أثار التقرير القلق في طهران، حيث أن الخط الرسمي يعتبر نفسه غير منخرط في الحرب الأهلية باليمن. واتهم مجلس الأمن القومي الأعلى الأربعاء الصحيفة التي تديرها الحكومة بأنه عمل منافٍ للأمن القومي، وأمر القضاء المتشدد بإغلاق الصحيفة يومين، وهو عقاب نادر للصحيفة التي يعين رئيس تحريرها مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي.
وأشار إلى أن القرار بإقفال الصحيفة يسلط الضوء على تغيير تكتيكي من إيران، الحريصة على عدم إغضاب السعودية أو الولايات المتحدة حتى ولو أنها تضاعف من تطلعاتها الإقليمية. ونقل عن مستشار بارز لوزارة الخارجية الإيرانية أن ذلك “كان بمثابة رسالة واضحة إلى العالم أن عنوان الصحيفة لا يعكس سياسة إيران”. ورأى أنه “بينما لا تأخذ إيران احتمال مواجهة عسكرية مباشرة مع السعودية على محمل الجد وليست لديها النية للتراجع عن سياستها الإقليمية، فإنها تريد تجنب أي تصعيد لأن الجبهة المقابلة-الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية- هي أكبر وأقوى”.
ولفت إلى أن التنافس بين إيران والسعودية قد تصاعد منذ اندلاع النزاع في سوريا. وقد أسفر انتخاب دونالد ترامب، المصمم على كبح جماح إيران وتعميق التحالف الأمريكي-السعودي، عن قلب موازين القوى في الحروب التي تُخاض بالوكالة. وفي الأسبوع الماضي وحده، صُدم المسؤولون الإيرانيون والمراقبون السياسيون بالهجوم الصاروخي على الرياض وبالاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في احتجاج واضح على دعم طهران لميليشيا حزب الله.
واعتبر أن المقاربة الإيرانية الحذرة حيال الولايات المتحدة والسعودية، التي يدعمها كل من الرئيس المعتدل حسن روحاني والحرس الثوري المتشدد، مصممة كي تحد من فرص نشوب مواجهة عسكرية وإنقاذ الاتفاق النووي مع القوى الكبرى لعام 2015. ومعلوم أن ترامب رفض المصادقة على التزام إيران الاتفاق وترك القرار في هذا الشأن للكونغرس، الذي سيتعين عليه ضمن مهلة تنتهي بنهاية العام الجاري كي يقرر ما إذا كان سيعاود فرض عقوبات على إيران.
وقال إنه في الوقت ذاته، يقول المحللون الإيرانيون إن الرياض، مصممة على تقويض الدعم الإيراني لحزب الله، الذي يعتبر الوكيل الأساسي لطهران، وخفض تأثيرها في العراق وقطع المساعدات للحوثيين. ويقول المحلل سعيد ليلاز إن “السعوديين يدفعون من أجل إيجاد توافق دولي ضد إيران”.
ولاحظ الكاتب أنه بينما الحرب مشتعلة أصلاً بين الجانبين في اليمن، يخشى البعض في طهران أن يصبح لبنان نقطة ضغط جديدة.
المصدر: وكالات