اهتمت أكثر من صحيفة بريطانية بموضوع البريطانيين الذين التحقوا بصفوف مقاتلي تنظيم داعش والجماعات “الجهادية” المتطرفة الأخرى.
وكرست صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا تحت عنوان “خيانة وتآمر” لتناول هذا الموضوع، شددت فيه على أن من تسميهم بالجهاديين الذين يعودون إلى بريطانيا من ميادين القتال في سوريا والعراق قد شاركوا في حملة وحشية هناك ويجب أن يعاقبوا بما يتناسب مع ذنبهم هذا.
وتنطلق الافتتاحية من تصريحات روري ستيوارت، وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية، التي وصف فيها المتطوعين “الجهاديين” بأنهم جعلوا من أنفسهم أهدافا مشروعة لضربات قوات التحالف الجوية، وشدد فيها على ضرورة قتل المقاتلين البريطانيين الملتحقين بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بدلا من السماح بعودتهم إلى بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن ستيوارت اصطف في موقفه هذا مع موقف الإدارة الأمريكية التي أعلنت أن مهمتها ضمان أن لا يعود أي من المقاتلين الأجانب إلى دياره حيا.
وترى الصحيفة أن ثمة وضوح صادم في مثل هذه التصريحات لكنها في الوقت نفسه تعكس حقيقة بسيطة هي أن مقاتلي تنظيم داعش قد جعلوا من أنفسهم عدوا لبريطانيا، وإذا نجوا من القصف الغربي، فإن عودتهم يجب أن لا يُرحب بها أو يُتساهل معها.
ويبدو ذلك ردا واضحا على تصريحات ماكس هيل، المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب في بريطانيا، التي قال فيها إنه ينبغي أن يسمح بعودة الشباب الذين سافروا إلى سوريا بعد أن “غسلت أدمغتهم” وإعادة دمجهم بالمجتمع.
وتقول الصحيفة إن الحرب على جحافل مسلحي تنظيم داعش قد بلغت منعطفا مهما بعد السيطرة على معاقله في الموصل والرقة، وفقدانه السيطرة على المساحات الواسعة التي أعلن فيها دولة خلافته، وإن ذلك سيدفع بالعديد من المقاتلين إلى السعي للعودة إلى بريطانيا أو بلدان أخرى في أوروبا، وقد حان الوقت لحسم ما يمكن فعله بشأنهم.
وتضيف الصحيفة أن تنظيم داعش في تراجع لكن ما زال ينشر أيديولوجييته التي تدعو إلى الكراهية، ويلهم ويرعى العنف في أوروبا التي يبحث فيها عن تجنيد متطوعين لقضيته، وأن جزءا من قوات التنظيم أعادت موضعة نفسها على الحدود السورية التركية، ويعيد مقاتلون آخرون تجميع أنفسهم في ليبيا، كما تسعى القاعدة لاستيعاب عدد آخر من أعضاء التنظيم.
وتشير الصحيفة إلى أن عدد المقاتلين العائدين إلى بريطانيا ما زال غامضا، لكن خلال الأعوام الأربعة الماضية ضم تنظيم داعش في قوته القتالية نحو 40 ألف مقاتل من 120 بلدا، وقد جاء نحو 5000 إلى 8000 مقاتل منهم من أوروبا.
وتضيف أن نحو 1500 شخص من هؤلاء، بينهم نساء وأطفال، قد عادوا، وأن من بين 850 بريطانيا التحقوا بالتنظيم، قتل ما يقدر بـ 130 وعاد نحو 360 شخصا.
وتخلص الصحيفة إلى أن اكثر الطرق فاعلية للتعامل مع الشباب الذين ناصروا تنظيم داعش هي إحياء العمل بجريمة الخيانة، إذ أن آخر محاكمة بجريمة الخيانة في بريطانيا كانت محاكمة وليم جويس الذي تعاون مع النازيين وعرف باسم اللورد هاو- هاو وأعدم في عام 1946.
وتضيف الصحيفة أنه من الواضح أن من سيدانون اليوم لن يواجهوا عقوبة الإعدام، لكنهم سيقضون محكوميات سجن طويلة ستكون كافية لردع أي توجهات “جهادية” لدى الآخرين وتجردها من أي رومانسية مزيفة.
المصدر: وكالات