اعلنت بغداد الخميس ان العراق حصل على وعد روسي بتسريع تسليحه في مواجهة الارهاب الذي رات انه ياتي من سوريا، فيما اعتبر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ان الموقف الاميركي من الازمة السورية يشجع المتطرفين والتنظيمات الارهابية.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع سيرغي لافروف في بغداد “هناك حاجة عراقية ملحة لاسلحة مكافحة الارهاب والطائرات والمعدات الفنية والتسليحية”.
واضاف “لدينا عقود تسليحية لكن بعيدة المدى وليست انية، لكن الجانب الروسي وعدنا بتسريع عملية تسليم اسلحة عاجلة لمساعدة القوات العراقية في تصديها للارهاب المنفلت والاتي من الحدود السورية الى محافظاتنا في المنطقة الغربية”.
واكد زيباري الذي اعلن عن استضافة بغداد لمؤتمر لمكافحة الارهاب في منتصف مارس المقبل، ان موضوع التسليح “كان في صلب المحادثات التي جرت بين الوزير الروسي ورئيس الوزراء (نوري المالكي)”.
بدوره، قال لافروف ان “امدادات الاسلحة لمكافحة الارهاب لا تتاخر وانما تسير بموجب العقود المبرمة”.
واضاف ان “اصدقاءنا العراقيين توجهوا بطلب التسريع بهذه الامدادات لهذا النوع من الاسلحة وننظر بالطلب وسنحاول تزوديهم باقرب وقت ممكن”.
وكان العراق الذي يشهد تصاعدا في اعمال العنف اليومية وقع في العام 2012 مع روسيا صفقة تسليح تاريخية بلغت قيمتها 4,3 مليارات، قبل ان تعلق هذه الصفقة بسبب شبهات بالفساد، وتستانف في وقت لاحق.
وفي اكتوبر الماضي، اعلن مسؤول عراقي كبير ان بغداد بدأت تتلقى اسلحة من روسيا بموجب هذه الصفقة.
واشارت تقارير اعلامية روسية عند التوقيع الى ان الصفقة شملت 30 مروحية هجومية و42 من انظمة الصواريخ “بانتير-اس 1” ارض جو، فيما جرت مناقشات اضافية ايضا حول احتمال شراء العراق طائرات “ميغ-29” وآليات ثقيلة مع اسلحة اخرى.
ويستخدم العراق حاليا مروحيات روسية من نوع “ام اي – 35” في المعارك التي تخوضها قواته ضد التنظميات الجهادية في محافظة الانبار غرب البلاد، والتي تتشارك مع سوريا بحدود بطول نحو 300 كلم.
وفي هذا السياق، قال لافروف ان “التهديد الارهابي يقلقنا جديا وهي ظاهرة تنتشر في المنطقة برمتها وتساعد على ذلك الاحداث الماساوية في سوريا، وقد اجمعنا على ضرورة مكافحة هذا الشر استنادا الى المبادئ المبرمة في مجلس الامن”.
واكد لافروف ان الجانبين الروسي والعراقي اللذين يتبنيان موقفين قريبين من نظام الرئيس السوري بشار الاسد، شددا خلال مباحثات اليوم على اهمية الحل السياسي في سوريا.
وفي هذا السياق، راى لافروف الذي زار بغداد للمرة الاخيرة في مايو 2011 ان الموقف الاميركي مما يحدث في سوريا وربط التغلب على الارهاب برحيل الرئيس بشار الاسد، يشجع “المتطرفين” و”التنظيمات الارهابية” في هذا البلد.
واوضح “لدينا والاميركيين جملة من الآليات، وخلال هذه الاليات نحن نتعاون في عدد من القضايا وبينها مكافحة الارهاب”، لكنه اضاف “يقول شركاؤنا انه لن نتغلب على الارهاب في سوريا طالما يبقى الرئيس الاسد في السلطة”.
وراى لافروف ان هذا الموقف الاميركي “يتلخص في تشجيع المتطرفين الذين يمولون الارهاب ويمدون المجموعات والتنظيمات الارهابية بالسلاح، وفي النهاية لا يؤدي الا الى تصاعد الصراع السوري”.
وتطرق الى الطلب من مجلس الامن الدولي التصويت على مشروع قرار حول الوضع الانساني في سوريا والذي لم توافق عليه روسيا حتى الان ما قد يعرضه للفيتو الروسي، ملمحا الى استمرار معارضة بلاده لهذا القرار.
وقال الوزير الروسي ان “الموقف من تسليم المساعدات الانسانية يعتمد ليس على رغبتنا في ارضاء اية حكومة، سواء كانت الحكومة السورية او في بلد اخر، بل على القانون الدولي الانساني”.
واضاف “نريد ان ياتي تسليم المساعدات ضمن سياق هذا القانون وليس مخالفا له”.
واشار الى انه “في اكتوبر الماضي ذكر القرار ان تسليم المعدات عبر الحدود يجب ان ينظم في سياق القانون الدولي الانساني، ولا ادري لماذا لا يمكن تكرار ذلك الان خصوصا انه لدينا ادلة عديدة على نقل ليس اغذية وادوية بل اسلحة وامور اخرى الى المسلحين تمر عبر الحدود من دون سؤال احد”.
وتابع “اذا كان هناك اناس قلقون من اتباع هذا الاسلوب لتقديم المساعدات، فبامكانهم استخدام الطرق ذاتها الذي استخدموها لنقل الاسلحة”.
ومن المقرر ان يتم التصويت على النص الذي كان مدار مفاوضات مكثفة مع موسكو، غدا الجمعة، وقد قدمت المشروع استراليا ولوكمسبورغ والاردن ويحظى بدعم خصوصا من قبل لندن وواشنطن وباريس.
ويطلب نص القرار “من جميع الاطراف وخصوصا السلطات السورية السماح وبدون تأخير بممر انساني سريع وامن وبدون عوائق لوكالات الامم المتحدة وشركائها بما في ذلك عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود”.
المصدر: أ ف ب