وصفت صحيفة “برافدا” الروسية زيارة المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع إلى موسكو، بالتاريخية.. كما إعتبرتها فى جانب منها بمثابة دليل على تأزم العلاقات بين القاهرة وواشنطن والذي قالت الصحيفة إنه يعود بالأساس إلى دعم واشنطن لنظام الإخوان الذين أطيح بهم في يوليو الماضي إثر ثورة شعبية حاشدة ساندها الجيش.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها على موقعها الاليكترونى إن واشنطن لم تنتصر لإرادة المصريين الذين نظروا إلى السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون باعتبارها يد أمريكا التي تدعم الجماعة حتى لو كانت هذه تقمع المصريين. ورصدت الصحيفة تأكيد ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، الاثنين الماضى استمرار الدبلوماسيين الأمريكيين في الاجتماع بأعضاء من جماعة الإخوان، على الرغم من تصنيف الحكومة المصرية للجماعة تنظيما إرهابيا.
وتساءلت “برافدا” عن السبب وراء رفض دولة كأمريكا تدعي دائما رعايتها للديمقراطية في العالم دعم نداء شعب والإصرار على دعم جماعة! وتصدت الصحيفة للإجابة عن تساؤلها بالقول إن الجواب براجماتي أكثر منه أيديولوجي، وأنه يمكن الوقوف عليه بالنظر إلى فشل السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت إن أكبر خطأ وقعت فيه واشنطن كان اعتمادها الكامل على أحزاب سياسية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين على اعتبار أنها البديل الوحيد لأنظمة كانت في سبيلها إلى الانهيار واحدا تلو الآخر: في كل من مصر وتونس وليبيا وحتى في سوريا.
وأضافت الصحيفة الروسية أن عواقب هذا النهج الأمريكي كانت وخيمة على كافة الجبهات: فليبيا وسوريا تعايشان حربا أهلية تبدو طويلة المدى، وفي تونس اضطرت حكومة النهضة إلى الاستقالة عقب أشهر من العنف والاغتيالات السياسية للمعارضة، أما مصر فتتجه ببطء ومشقة صوب انتخابات ديمقراطية جديدة.
وسلطت “برافدا” الضوء على المشهد المصري، قائلة إنه من الواضح أن واشنطن اعتمدت على تنظيم سري بعيد كل البعد عن المفهوم الصحيح للديمقراطية والذي يعني ضمنيا حماية الأقليات وليس تغول الأكثرية.
وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان افتقرت إلى الخبرة المتطلبة لإدارة دولة تعاني اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية خطيرة.. وأكدت أن روسيا تعلم جيدا أن مصر حليف رئيسي في منطقة البحر المتوسط، وأنها جسر يربط بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأنها محورية لاستقرار المنطقة.
ولفتت الصحيفة الى أن أحد أهداف زيارة السيسى الاساسية تمثل فى تأمين الدعم الروسي لا سيما على الصعيد العسكري، في سعي إلى تقليص الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية.
واختتمت الصحيفة الروسية تقريرها بالاعراب عن إعتقادها بأن تدهور العلاقات بين مصر وأمريكا سيكون أكثر ضررا على الأخيرة، وهذا دليل آخر على فشل السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
المصدر: أ ش أ