شهدت مصر، اليوم الخميس، تحقيق القوات المسلحة المصرية إنجازا جديدا من إنجازاتها المتعددة عسكريا ومدنيا ، إنجاز توجه احتفال القوات البحرية أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بيوبيلها الذهبي برفع الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة العلم المصري على القطع البحرية الجديدة بالقاعدة البحرية بالإسكندرية ، وهو إنجاز جدد عهد القوات المسلحة لمصر الوطن وأبناء مصر العظيمة بأنها دائما على الوعد معهم “بيد تبني ويد تحمل السلاح”.
إن شعار “يد تبني ويد تحمل السلاح” جامع للكثير من المعاني ، فمنذ اتخذته القوات المسلحة شعارا لها عندما قامت بالمشاركة في التنمية الشاملة لمصر في ستينات القرن الماضي ، وحتى اليوم وهي تضرب أروع الأمثلة في العطاء والتفاني والتضحية والالتزام من أجل الوطن ، ولأنها جزء أساسي من كيان أبناء الشعب فقد تعاظم دورها في الآونة الأخيرة دفاعا عن الوطن والشعب ضد الإرهاب والمؤامرات الخارجية ، وفي المشاركة في التنمية والبناء ورسم المستقبل.
“يد تبني ويد تحمل السلاح” شعار أضاف لمهام القوات المسلحة مسئوليات جديدة وأعباء عظيمة للعمل من أجل البناء والتنمية على أرض الوطن في كل مكان وفي كافة المجالات ، باعتبار أن التنمية جزء من الأمن القومي المصري لا يقل أهمية عن الدفاع عن حدود الوطن وحمايته ضد أي اعتداء وحماية الشعب والمساهمة في دعم استقراره ومواجهة الإرهاب ومحاولات النيل من مصر.
والصفقات العسكرية التي وقعتها مصر مؤخرا تعزز من قدرة القوات المسلحة على امتلاك أسلحة وطائرات وفرقاطات وغواصات لتعظيم قدرتها على استيعاب أحدث التكنولوجيا العسكرية ، وهو ما يربك ويقلق أعداء مصر.
وانضمام قطع جديدة للقوات البحرية المصرية وافتتاح قاعدة بحرية جديدة خلال مناسبة مرور 50 عاما على قيامها بإغراق المدمرة الإسرائيلية (إيلات) في عام 1967 ، أضفى عليها اليوم طابعا أكثر تحديثا وحافظ على مكانتها المعهودة كأكبر وأعرق الأسلحة البحرية في العالم ، وكأقوى سلاح بحري في الشرق الأوسط وأفريقيا ، إذ تحتل المرتبة السابعة عالميا من حيث عدد السفن ، بما يعزز مسئوليتها وقدرتها في حماية أكثر من 2000 كيلومتر من الشريط الساحلي المصري بالبحرين الأبيض والأحمر ، وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس وجميع الموانئ المصرية البالغ عددها 21 ميناء ، بالإضافة إلى حماية 98 هدفا بحريا ، بخلاف الأهداف الساحلية على البحر.
والقوات البحرية المصرية وشعارها ( الشرف ـ العلم ـ الفداء ) بعثت اليوم في عيدها الخمسين برسالة للداخل والخارج ، للمتخصص وغير المتخصص ، رسالة تؤكد للعالم أن مصر رغم حالة التنمية التي تخوضها فإنها لا تتوانى عن تحديث قواتها المسلحة وتنوع مصادر سلاحها ، و أنها في الوقت الذي تخوض فيه مصر أعنف معارك التنمية وتتعرض لحرب شرسة غير مباشرة ، لا يمكنها أن تخوض معركة دون أخرى ، وعليها أن تخوضهما معا وننتصر فيهما معا.
وخصت المصريين برسالة طمأنينة تؤكد أن المقاتل المصري على درجة عالية من الجاهزية ومواكبة العصر ، وأن استيعاب الضباط المصريين للتقنيات الحديثة في وقت قصير رسالة واضحة للخارج تظهر قدرة المقاتل المصري على التعامل مع أي نوع من أنواع الأسلحة العالمية.
وفي هذه اللحظة يتحتم على المصريين أن يتذكروا أنهم أمام معركة طويلة ، معركة من أجل بناء الوطن وضد الإرهاب الأعمى والمؤامرات التي تحاك ، وأن يتذكروا أيضا أن هناك يد قوية إنتصرت لإرادتهم ، يد تساهم معهم في البناء والتنمية وتحمل سلاحها باليد الأخرى دفاعا عنهم وعن مكتسباتهم وثرواتهم ، فمصر دولة تعزز الأمن والإستقرار، دولة تدافع ولا تعتدي.
وسيظل جيش مصر باطشا للغزاة ومدافعا عن أمته العربية ، وما دامت القوات المسلحة قوية وبخير فمصر وأمتها العربية في أمن واستقرار ، ولن يفلح أعداء الوطن في تحطيم قوة الجيش المصري لأن قوة الجيش والشرطة من قوة الشعب ، وتحية واجبة للرئيس السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي عمل منذ أن كان وزيرا للدفاع على تحديث وتطوير القوات المسلحة ، كما أنشأ سلاحا جديدا هو (قوة الإنتشار السريع) من رجال القوات المسلحة أصحاب المهارات الخاصة لتكون جاهزة لمساعدة الشرطة في الحفاظ على أمن وإستقرار الجبهة الداخلية في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
ويبقى على الجميع أن يؤمن ويشارك وينتظر ثمرة التقدم في المشروعات الإقتصادية القومية العملاقة ، يؤمن بتواصل البناء الذي خلق حالة غير مسبوقة من التنمية ، وأن يتجمعوا حول الوطن وحول مشروعاته القومية وحول زعيمه وصولا لمرحلة الحصاد.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)