احتشد محتجون يسعون للإطاحة برئيسة وزراء تايلاند ينجلوك شيناواترا عند مكتبها المؤقت – يوم الأربعاء – لكن رئيسة الوزراء ظلت بعيدة عن المنطقة التي يمكن أن تشهد اشتباكات جديدة بعد يوم من مقتل خمسة أشخاص في معارك بالأسلحة في العاصمة بانكوك.
وقال مسؤول أمني رفيع إن الشرطة لن تحاول في الوقت الراهن استعادة مزيد من مواقع الاحتجاج بعد أن شهدت “مهمة السلام لبانكوك” أكثر الاشتباكات عنفا منذ أن بدأت المظاهرات المعارضة للحكومة في نوفمبر.
والمشاكل في تصاعد بالنسبة لينجلوك بعد أن وجه لها جهاز مكافحة الفساد اتهامات بشأن مشروع دعم الأرز الذي أثار غضب الطبقة المتوسطة وترك مئات آلاف من المزارعين المؤيدين لها دون أن يحصلوا على ثمن محصولهم.
وتعمل ينجلوك – التي يقول محتجون انها تحكم بالوكالة عن شقيقها رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا الذي أطيح به في انقلاب عسكري – من مبنى وزارة الدفاع في شمال بانكوك منذ أجبرتها الاحتجاجات على ترك مكتبها في مقر الحكومة.
وقال تشومبول جومساي وهو منظم احتجاجات لنحو 3000 من مؤيديه “لقد أتينا إلى هنا لاننا لا نريد أن تستخدم ينجلوك مجمع وزارة الدفاع بعد الآن” . وأضاف “إننا نطلب من الجنود أن يكفوا عن السماح لينجلوك باستخدام هذه المنشأة” .
والاحتجاجات هي أحدث جولة في صراع مرير مستمر منذ ثمانية أعوام يضع بصورة عامة الطبقة المتوسطة التي تتركز في بانكوك والمؤسسة الملكية في جانب ضد أنصار ينجلوك وشقيقها رئيس الوزراء السابق واغلبهم من الريف في الشمال والشمال الشرقي.
وعرضت قناة بلوسكاي التلفزيونية التابعة لحركة الاحتجاجات لقطات للقوات التي تحرس المبنى وراء اسلاك شائكة. وعلى عكس مواجهة – يوم الثلاثاء – مع الشرطة لم يكن المناخ تصادميا وسمح لزعيم الحركة الاحتجاجية سوتيب توجسوبان بالدخول للتحدث إلى كبار الجنود.
وكان متحدث باسم الجيش – الذي قال إنه سيتدخل إذا لم تتمكن الشرطة من المحافظة على الأمن في العاصمة – قد وجه نداء في وقت سابق الى الطرفين لتجنب المواجهة.
وقال الكولونيل ويراتشون سوكونداباتيباك”استراتيجيتنا لم تتغير ومازالت تقديم الدعم للشرطة” .
وأضاف “ليست لدينا النية لنشر قوات اضافية. اذا احتاجت الحكومة لمساعدة إضافية في مجال الأمن يجب عليها أن تطلب منا وحتى الآن لم تطلب تعزيزات” .
وبقي جيش تايلاند بعيدا عن أحدث أزمة لكن له تاريخا طويلا من التدخل في السياسة وبصفة عامة في دعم المؤسسة في بانكوك التي تضم كبار ضباط الجيش ومستشاري الملك والعائلات الثرية العريقة.
واندلعت أعمال العنف – يوم الثلاثاء – عندما بدأت السلطات أكبر محاولة حتى الآن لإخراج المتظاهرين من مواقع حول مكاتب الحكومة في العاصمة حيث تنظم التجمعات الحاشدة المناهضة لرئيسة الوزراء منذ نوفمبر .
وذكر مركز ايراوان الطبي الذي يتابع مستشفيات بانكوك – يوم الأربعاء – إن ضابط شرطة وأربعة محتجين قتلوا وأن 65 أصيبوا بجروح.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من 180 شخصا لخرقهم حالة الطواريء التي أعلنت في الشهر الماضي. ومن المقرر أن تصدر محكمة قرارها في طعن قدمه زعماء الاحتجاج بشأن مدى قانونية اجراءات الطواريء.
المصدر : رويترز