غداً، يوافق السادس من أكتوبر، ذكرى الانتصار العظيم، الذى أعاد لمصر والمصريين بل والأمة العربية كلها كرامتها، التى تلطخت فى وحل مذبحة 1967، التى أبيد فيها معظم جيوشنا العربية، وتم احتلال سيناء بالكامل، فضلاً عن بعض أجزاء من الأردن وأخرى من سوريا.
ولكى يشعر شبابنا بعظمة حرب أكتوبر المجيدة، لا بد أن نعود بهم إلى مذبحة 1967، التى فقد فيها جيش مصر كل عتاده الحربى، من طائرات ومدرعات وأسطول بحرى دون أدنى مقاومة تذكر، كما راح فى تلك الحرب آلاف الشهداء من الجنود الأبرار خلاف المفقودين والمصابين، كما احتلت سيناء بالكامل. والأهم من ذلك كله المهانة التى لحقت بنا جميعاً مصريين وعرباً، من جراء هذه الفضيحة العالمية. فقد بدأت حرب 1967 فى 5 يونيه وانتهت فى 10 يونيه، خلال تلك الأيام الستة، راح جيشنا وكبرياؤنا وكرامتنا بل وعزة العرب.
وحين جاء الراحل العظيم بطل الحرب والسلام المغفور له الرئيس أنور السادات، استطاع بذكائه وحنكته، ورجال قواتنا المسلحة من خلفه، أن يسترد كرامة المصريين وشرف العرب جميعاً. فقد تمكنت قواتنا المسلحة اختراق خط بارليف الحصين، الذى كان حديث العالم– آنذاك – فى تحصيناته التى يستحيل اختراقها، إلا أن جيشنا العظيم استطاع العبور متخطياً هذا الخط المنيع والوصول إلى جزء كبير من سيناء والتمركز فيه. وللحقيقة، لم تكن حرب أكتوبر 1973 انتصاراً عسكرياً بقدر ما كانت انتصاراً لكرامة المصريين، ودحراً لشوكة وصلف الإسرائيليين، الذين ادعو أن جيشهم لا يقهر، إلا أن قواتنا المسلحة استطاعت قهره ودحره فى حرب أكتوبر العظيم.
لولا حرب أكتوبر 1973 المجيدة وما حققته من انتصارات، لما قبلت أمريكا وإسرائيل الجلوس مع الراحل العظيم أنور السادات، والتفاوض معه على استرداد الأراضى المصرية المنهوبة فى مذبحة 1967. حرب أكتوبر المجيدة ضحى فيها جنود مصر البواسل بأرواحهم فى سبيل كرامة مصر وشعبها. وغنى عن البيان، فإن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل كان من بين بنودها إبرام معاهدات أخرى مع باقى الدول العربية من أجل استرداد أراضيهم المنهوبة، إلا أن كبرياء وغرور بعض الحكام العرب- آنذاك- أعماهم عن الحقيقة، وظنوا أن مصر قد خانت العهد بتفاوضها مع إسرائيل. ولكن ما حدث، أن الأراضى العربية التى احتلت فى 1967 ما زالت تحت الاحتلال حتى الآن، ومن الصعب أن تعيد إسرائيل أى جزء منها لأى من الدول العربية التى أضيرت فى حرب 1967.
تحية كبرى – فى ذكرى هذا النصر العظيم- لروح الراحل أنور السادات، الذى استطاع بذكائه استرداد كرامة المصريين، فضلاً عن كافة أراضيها المنهوبة فى 1967، كما لا يفوتنى فى تلك الذكرى العطرة أن أتقدم بالشكر والعرفان للدور العظيم الذى لعبه الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى حرب 1973، فقد كان- آنذاك- قائداً للقوات الجوية المصرية، وكانت ضربته الجوية الأولى فى تلك الحرب بمثابة الصدمة التى أربكت الجيوش الإسرائيلية، فهى التى فتحت الباب لرجال القوات المسلحة، لكى يقتحموا خط بارليف الحصين، والعبور منه إلى سيناء الحبيبة. فتحية كبرى لهذا الرجل فى عيد أكتوبر عيد النصر العظيم.
وبهذه الذكرى الخالدة، لا يفوتنى الإشادة بدور الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الحرب التى تخوضها مصر هذه الأيام مع الإرهاب ومن هم من ورائه. ورغم تلك الحرب الشرسة التى لا تقل فى ضراوتها عن حرب أكتوبر المجيدة، فلم ينس سيادته إعادة بناء مصر الحديثة، لكى تستعيد مكانها، وتصبح كما كانت أم الدنيا، كل هذا الجهد الكبير من سيادة الرئيس يفرض علينا جميعاً الوقوف خلف قيادتنا نساندها وندعمها، وبعون الله وتوفيقه سننتصر على الإرهاب والإرهابيين، ولن يستطيعوا تحقيق مآربهم فى تفتيت مصر وتقسيمها حسب المخطط المرسوم لهم.
وتحيا مصر.
المصدر:وكالات