رصدت صحيفة الخليج الإماراتية تصريحات رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، خلال احتفال أقيم يوم الأربعاء الماضي في مستوطنة «غوش عتصيون» بالضفة الغربية المحتلة، بمناسبة الذكرى الخمسين لبدء عملية الاستيطان، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يقدم قريباً خطة لإحياء مفاوضات السلام «الإسرائيلية» – الفلسطينية.
حتى الآن لا جديد في هذا الكلام، فقد تردد كثيراً، خلال الأشهر القليلة الماضية، أن ترامب بصدد الإعلان عما يسمى «صفقة القرن»، وأن مبعوثيه يجولون في المنطقة من أجل هذا الهدف، وأن أطرافاً عدة تنتظر إعلان مضمون «الصفقة».
ورغم أن الانتظار هو سيد الموقف، إلا أن نتنياهو قرر أن يحسمه من عنده، ويصب ماء بارداً على كل منتظري طبخة «صفقة القرن»، ويقول للجميع لا تنتظروا؛ لأن انتظار السراب مضيعة للوقت، والمجهول لن يأتي، وإذا أتى فأنا من يقرر موعده، وماذا يحمل معه.
نحن ننتظر ونتنياهو يقرر.. فماذا قرر؟
يقول نتنياهو للمستوطنين «نحن هنا لكي نبقى إلى الأبد، لن يكون هناك اقتلاع لمستوطنات في (أرض «إسرائيل»)»، ويضيف «لن نخلي أية مستوطنة بعد اليوم في الضفة ومرتفعات الجولان المحتلة». ويقول أيضاً «هذا ميراث آبائنا، وهذه أرضنا، عدنا هنا كي نبقى إلى الأبد».
ويعتبر نتنياهو أن «السامرة» (أي الضفة الغربية هي ذخر استراتيجي ل «إسرائيل».. بمعنى آخر أن لا شيء للفلسطينيين!
رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني يوسي دغان، الذي كان حاضراً احتفال «اليوبيل الفضي للاستيطان»، توجه إلى نتنياهو قائلاً: «أعطنا القوة لتحقيق حلمنا ، أرض «السامرة» تطلب مستوطنات جديدة، والاستيطان يستدعي البناء مجدداً في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».
لم يتأخر نتنياهو في تلبية طلب إطلاق حمى السعار الاستيطاني، فأعلن أنه ستتم الموافقة على بناء 3،330 وحدة استيطانية جديدة خلال الجلسة القادمة للجنة التخطيط الأعلى للإدارة المدنية يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ما دام الأمر كذلك لن يبقى أي شيء لإقامة دولة فلسطينية، أو ل «صفقة القرن». فالأرقام تقول أن هناك 430 ألف مستوطن يهودي يقيمون في مستوطنات داخل الضفة الغربية؛ حيث يتواجد أكثر من مليونين و600 ألف فلسطيني يتم اقتلاعهم تدريجياً ومصادرة أرضهم؛ لإقامة مستوطنات يهودية عليها، إضافة إلى 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية أقاموا في أحياء عربية بعد الاستيلاء عليها، فيما تقلص عدد الفلسطينيين في المدينة إلى 300 ألف.. والحبل على الجرار!