ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، أنه بالرغم من حقيقة أن اللاجئين في ألمانيا لا يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ يوم الأحد المقبل، إلا أن مستقبل بقائهم في هذا البلد بات على المحك.
وقالت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الالكتروني- إن التساؤل حول ما إذا كان يتعين على الوافدين الجدد الإنخراط في العملية الديمقراطية في ألمانيا من شأنه أن يساعد في تحديد ما إذا كان هؤلاء الوافدون نجحوا في الإندماج في المجتمع الألماني أم أنهم لايزالون يعيشون على هامشه فيما يقول خبراء إنه من دون القيام بدور سياسي فعال، فإن موجة الوافدين الذين قدموا إلى أوروبا في أواخر 2015 ومطلع 2016 يمكن أن تقف بهم لمدة طويلة الأجل عند حالة مواطنة من الدرجة الثانية.
ونقلت الصحيفة عن تيم مولر وهو عالم اجتماع في معهد برلين للتكامل وأبحاث الهجرة، قوله:”إن هذا الأمر تجلى أمام أعين الأجيال السابقة من المهاجرين، الذين ظلوا ممثلين تمثيلا ناقصا لفترة طويلة في قوائم التصويت وعضوية الأحزاب وحتى فيما بين المسئولين المنتخبين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر يندرج من حقيقة الاعتقاد بأن بقاء هؤلاء اللاجئين في ألمانيا مجرد أمر مؤقت، وهو ما دفع السلطات هناك إلى بذل القليل من الجهود من أجل إشعارهم بأنهم أصبحوا جزءا من المجتمع الألماني.
وفي هذا، قال ديرك هيلبرت عمدة درسدن إن الفرصة تتجلى أمامنا حاليا لكي نتعلم من أخطاء الماضي.. وأضاف: “في هذه المرة، ركز صناع السياسات على ضمان تعلم طالبي اللجوء اللغة الألمانية، وأن يحصلوا على وظائف، وأن يتجنبوا تجمعات المهاجرين في مدن أو أحياء أو مبان بعينها”.
وتابعت الصحيفة الأمريكية تقول:”إنه في الوقت الذي دافعت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قرارها بالسماح بدخول اللاجئين، إلا أنها صرحت أن ألمانيا لن تقبل أعدادا كبيرة من الوافدين الجدد خلال الفترة القادمة.. كما اتفقت هي ومنافسها الرئيسي ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولز، على ضرورة تسريع وتيرة عمليات الترحيل بين أولئك الذين رُفضت طلبات لجوئهم.
وأبرزت “واشنطن بوست” أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني ذهب إلى أبعد من ذلك ورأى أنه حتى أولئك الذين حصلوا على حق اللجوء بطريقة شرعية يجب ترحيلهم، على اعتبار أن ذلك يرجع جزئيا إلى حقيقة أن اغلب الوافدين الجدد من المسلمين وأن ذلك لا يتناسب مع الثقافة الألمانية.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية الى أن حزب البديل كثيرا ما يستخدم خطابات عدائية لمهاجمة المهاجرين وذريتهم، حتى أن نائب الحزب ألكسندر جولاند وصف مؤخرا وزيرة الدولة لشئون الهجرة والاندماج إيدان أوزوجوز، وهي واحدة من عدد قليل من السياسيين المعروفين على الصعيد الوطني، بأنها من أصول مهاجرة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط