تقول جريدة القدس الفلسطينية في مقال تحت عنوان “خطوة في الاتجاه الصحيح تسجل لمصر وحماس” و التي تؤكد فيه دور مصر المحوري في حل القضية الفسطينية كما توضح ايجابية حركة حماس و سيرها نحو الاتجاة الصحيح من اجل وطن أفضل
ومما لا شك فيه أن ما أقدمت عليه حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بجهود ورعاية مصرية تسجل لمصر العروبة والقومية، من حل اللجنة الإدارية ودعوة حكومة التوافق الوطني لتسلم مهامها في قطاع غزة، تشكل خطوة أساسية وهامة جدا نحو إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية ليتسنى لفصائل العمل الوطني والإسلامي التفرغ لمواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها قضية شعبنا الوطنية، خاصة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تعد الأكثر يمينية وتطرفا وعنصرية في تاريخ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والتي سعت وتسعى هي وغيرها من هذه الحكومات إلى تصفية قضيته شعبنا الوطنية ولكن دون جدوى مادام شعبنا صامدا فوق أرض وطنه، ويعمل ليل نهار من أجل التخلص من هذا الاحتلال الغاشم والجاثم على صدور أبنائه.
كما أن ما أقدمت عليه حماس في بيانها الذي أعلنته فجر أمس يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح يتم البناء عليها لاتخاذ خطوات أخرى جريئة من شأنها وضع حد لهذا الانقسام المدمر والذي أدى إلى تراجع قضية شعبنا إقليميا وعالميا، بعد أن كانت على رأس سلم الأولويات في العالم قاطبة أصبحت مجرد بند على هذا السلم مثله مثل أي بند، إن لم نقل أقل من ذلك.
وشعبنا وكافة فصائله الوطنية والإسلامية ينتظر من حركة فتح ذات التاريخ النضالي المعروف والعريق، بل إنها قائدة للنضال الوطني الفلسطيني، ينتظر منها اتخاذ خطوات مماثلة وأن تلتقط الفرصة السانحة التي وفرتها حركة حماس للسير قدما نحو إنهاء هذا الانقسام وإعادة الوحدة السياسية والجغرافية للنظام السياسي الفلسطيني وللأرض الفلسطينية، خاصة وان مؤامرات التصفية لقضية شعبنا قائمة على قدم وساق، الأمر الذي يتطلب وحدة الصف الوطني والإسلامي الفلسطيني لإفشال هذه المؤامرات التي وجدت في الانقسام فرصتها السانحة للتآمر على شعبنا وقضيته الوطنية والعادلة.
فالوحدة الوطنية هي أساس الانتصار وإلحاق الهزيمة بكل المخططات والمؤمرات التصفوية التي تقودها حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو وأقطاب حكومته اليمينية التي تعمل جاهدة على الحيلولة دون حل الدولتين المعترف به دوليا من خلال انتهاكاتها وممارساتها في الاستيطان ومصادرة الأراضي، لدرجة أن أقطاب هذه الحكومة يطالبون بضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال خاصة منطقة الأغوار والمصنفة «سي» في اتفاقات أوسلو التي وأدها الاحتلال الإسرائيلي.
إن شعبنا بانتظار خطوات أخرى جريئة باتجاه إنهاء الانقسام ووأده إلى الأبد انتصارا لهذا الشعب وللقضية الفلسطينية، وللعمل الوطني الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده.
وشعبنا يعول كثيرا على مصر العروبة التي كان لها الدور البارز والأساسي في البيان الذي أصدرته حركة حماس والذي يعتبرأساسيا وهاما يُبنى عليه لإنهاء السنوات العجاف التي مرت على شعبنا وقضيته الوطنية، والتي ألحقت الضرر البالغ بنضالنا الوطني ومسيرة شعبنا نحو تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين.
فالتحية والشكر لمصر التي كانت وما زالت تحمل الهم الفلسطيني وتعمل، ليس فقط من أجل إنهاء هذا الانقسام المدمر، بل ومن أجل تحقيق شعبنا أهدافه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ونأمل بأن تكون هذه الخطوة الرائدة من قبل حركة حماس، والتي جاءت كما ذكرنا بفعل الجهود المصرية، حجر الأساس الذي يرسي قواعد الوحدة الوطنية والإسلامية، وأن تكون استجابة حركة فتح لها مباشرة، خاصة وأنها هي رائدة النضال الوطني الفلسطيني ومفجرة ثورته نحو التحرر والاستقلال.
المصدر: وكالات