وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التطهير العرقي في ميانمار ضد اقلية الروهنجيا المسلمة بأنه الاكثر وحشية الذي يشهده العالم خلال سنوات، وحثت الولايات المتحدة على ضرورة السعي لاجراء نقاش علني في مجلس الامن الدولي حول التطهير العرقي هناك.
وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي اوردته على موقعها الالكتروني اليوم الاحد، انه خلال ثلاثة اسابيع فقط، انفجر الصراع المحتدم منذ مدة طويلة بين حكومة ميانمار وأقلية الروهنجيا ليتحول الى اكثر حلقات التطهير العرقي وحشية التي يشهدها العالم منذ سنوات.
وأضافت أن رد الفعل الدولي حيال هذه الجريمة، التي تضاهي حملات التطهير في اقليم دارفور السوداني اوائل الالفية وفي كوسوفا في التسعينات، ضعيف بشكل صادم.موضحة أن مجلس الامن الدولي وبعد عقد اجتماع غير علني الاربعاء الماضي، استخدم لهجة مخففة للتعبير عن قلقه حيال “العنف المفرط خلال العمليات الامنية”.
وأشارت “واشنطن بوست” في افتتاحيتها الى ان التركيز سلط بشكل كبير على زعيمة ميانمار اونج سان سو كي وصمتها حيال الفظائع التي ترتكب، لكن ما يجب فعله بدلا من ذلك هو ممارسة مزيد من الضغط المباشر على جيش ميانمار.
وأضافت ان ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما رفعت العقوبات الأمريكية التي كانت مفروضة على جنرالات جيش ميانمار والاعمال التي يسيطرون عليها في مسعى لتشجيع انتقال ديمقراطي في البلاد، ورأت ان وزارتي الخزانة والخارجية الامريكيتين يجب ان تعيدا الآن فرض هذه العقوبات.
ولفتت الصحيفة الى انه داخل الامم المتحدة تحظى ميانمار بحماية من الصين، التي لا يزعجها الفظائع هناك بل قد ترحب بها لامكانية تسببها في تخريب علاقات ميانمار بالغرب. مؤكدة أنه يجب على الولايات المتحدة مع ذلك السعي لاجراء مجلس الامن الدولي لنقاش علني حول التطهير العرقي في ميانمار، فكلما تم الكشف عن الجرائم ضد الروهنجيا امام العالم -واجبار من خططوا لها على دفع ثمن- كلما ازدادت احتمالات توقف هذه الجرائم.