ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأربعاء ، أنه في الوقت الذي إنهالت فيه الادانات على ميانمار جراء العنف الذي دفع نحو 370 ألفا من أقلية الروهينجا المسلمة إلى الفرار إلى دول مجاورة تقول حكومة هذه الدولة، إن زعيمتها أونج سان سو كي لن تحضر هي الأخرى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
وسلطت واشنطن الضوء على مأساة مسلمي الروهينجا في ميانمار قائلة: إن هذه الأقلية عاشت عقودا من الاضطهاد والتمييز من قبل الغالبية البوذية في ميانمار حيث منعوا من الحصول على الجنسية الميانمارية رغم جذورهم الممتدة لقرون في الدولة.
وقالت الصحيفة إن سو كي لن تشارك في اجتماعات الجمعية التي بدأت أمس الثلاثاء وتستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري لمواجهة المشاكل الأمنية الداخلية في بلادها وفق ما قال متحدث باسم مكتب الرئاسة.
وسو كي ليست رئيسة ميانمار ومنصبها الرسمي هو مستشارة الدولة ووزيرة خارجيتها ، ولكنها بحكم الواقع زعيمة الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وقال مكتب الرئاسة في ميانمار ،إنه في الوقت الذي يُعالج فيه الرئيس هتين كيوان ، سيحضر نائبه الثاني اجتماعات الأمم المتحدة.
وقال مكتب الرئاسة إن السبب الرئيسي لعدم حضور سان سوكي هو “هجمات الراخين الإرهابية” حسب وصفه مضيفا ” أن مستشارة الدولة تركز على تهدئة الوضع في ولاية راخين.. والسبب الثاني إن هناك أناسا تحض على الشغب في بعض المناطق. نحاول معالجة المشكلة الأمنية في هذه المناطق .. والسبب الثالث هو أنه نما إلى علمنا أنه ستكون هناك هجمات إرهابية ونحن نحاول مواجهة هذه القضية “.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ، إن الأزمة نشبت في الخامس والعشرين من أغسطس عندما هاجم الروهينجا مواقع للشرطة في ولاية راخين في ميانمار وذلك دفع الجيش الميانماري إلى إطلاق “عمليات تطهير” ضد من وصفتهم بالمتمردين وهو ما أثار موجة عنف تسببت في مقتل المئات وحرق آلاف من منازل الروهينجا.
وتلقي الحكومة الميانمارية بالمسؤلية على أقلية الروهينجا فى هذه الهجمات ، لكن الصحفيين الذين زاروا المنطقة عثروا على أدلة تثير شكوك في مزاعم الحكومة الميانمارية بأن الروهينجا هم من أضرموا النيران في منازلهم.
وأضافت الصحيفة أن كثيرا من الروهينجا الذي تدفقوا إلى مخيمات اللاجئين في بنجلاديش تحدثوا عن إطلاق الجيش الميانماري النار عشوائيا عليهم وحرق منازلهم وتحذيرهم بالرحيل أو الموت. وقال آخرون إنهم تعرضوا لهجوم من حشود بوذية.
واستقبلت بنجلاديش المجاورة لميانمار تدفقا هائلا من الروهينجا الذين وصل كثير منهم في حالة إنهاك تام وجوع شديد بعد السير لأيام في الغابات أو عبر قوارب خشبية شديدة مكتظة بهم.
وقبل نشوب الأزمة يوم 25 أغسطس كانت بنجلاديش تستضيف بالفعل نحو 500 ألف من لاجئي الروهينجا الذين فروا من موجات عنف سابقة ضد المسلمين في عام 2012. وتعهدت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة بمساعدة الوافدين الجدد ولكنها طالبت ميانمار بالسماح بعودة مواطنيها إلى ديارهم.
ومع امتلاء المعسكرين الموجودين بالفعل بما يفوق قدرتهما الاستعيابية تقول حكومة بنجلاديش إنها ستوفر (810 هكتارات) لمعسكر جديد على الحدود. ويتم تسكين الوفدين الجدد في المدارس او في مخيمات مؤقتة على طول الطرق وفي حقول مفتوحة في ظل نقص للموارد بما في ذلك الغذاء والماء النظيف والمساعدات الطبية.
واتهمت مجموعتان حقوقيتان مجلس الأمن الدولي بتجاهل الأزمة. وقال لويس شاربونو من هيومن رايتس ووتش وبجواره ممثلين من منظمة العفو الدولية في مقر الأمم المتحدة ” هذه أزمة أمنية دولية .. ليس هناك عذرا لمجلس الأمن الدولي بأن يتجاهل المسألة “.
وحثت منظمة التعاون الاسلامي أكبر هيئة إسلامية في العالم ميانمار على السماح لمراقبي الأمم المتحدة بالدخول حتى يتسنى لهم التحقيق فيما وصفته بالوحشية الممنهجة ضد الروهينجا. وصادق مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة على تشكيل لجنة للتحقيق في وقت سابق من العام الجاري لكن ميانمار رفضت في شهر يونيو السماح لها بالدخول. وقوبلت زيارة مبعوث في شهر يوليو باحتجاجات.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط