أفادت صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير لها بأن أعداد غفيرة من السوريين الفارين من جحيم تنظيم داعش الإرهابى اتجهوا لمدينة أدلب السورية، استعدادًا لعبور الحدود السورية التركية فى طريقهم إلى أوروبا وعدة دول بشمال إفريقيا.
وأكدت الصحيفة نقلًا عن مصادرها على الحدود أن عشرات السوريين اخترقوا الحدود التركية خلال الأسابيع القليلة الماضية، واستقروا بعدة مدن تركية بالقرب من الحدود، مضيفة أن 4 متطرفين من أصول سعودية عبروا الحدود السورية مع تركيا متجهين لأوروبا بداية هذا الشهر، حيث دفع كلًا منهم رشاوى تقدر بـ2000 دولار، لتأمين طريق عبورهم إلى أوروبا.
ويأتى ذلك فى ظل نزوح جماعى مستمر للسوررين هربًا من المدن التى سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابى، منذ مطلع العام الماضى، بالتزامن مع تلقى تنظيم داعش ضربات قوية من تحالف الجيش السورى والقوات العراقية، أفقدته الكثير من تحصيناته الحيوية بالمنطقة.
ومع محاولة عدد كبير من المقاتلين وأسرهم مغادرة البلاد، يقع عبء أكبر على المخابرات الدوية التى تسعى لتتبع العناصر الإرهابية، ومنعها من التوغل فى أوروبا ومهاجمة أهداف هناك، ومن جانبها أفادت مصادر مسئوولة بالمملكة العربية السعودية أن 300 شخص من الجهادين المنشقين عن تنظم داعش ومعظمهم من السعوديين اتجهوا لأدلب وكونوا مجتمعًا خاصًا بهم بالتزامن مع انسحاب القوات السعودية من سوريا.
وصرح أحد الجنود السوريين بأدلب، والذى أطلق على نفسه اسم أبوسعد، للجارديان أنه يريد الفرار من جحيم داعش وغيره الكثيرون، خاصة بعد أن شعروا أن تنظيم داعش يخدعهم ويستغلهم لتحقيق مصالحه، بينما رفض آخرون الإنضمام للجانب الآخر المتمثل فى جبهة النصرة.
وأفاد أبوسعد بأن تحالف يضم سعوديين ومصريين وبعض الأوربيين وحدوا صفوفهم ضد جبهة النصرة، والتى وسع حدود سيطرته لتشمل أجزاء من مدينة أدلب والريف السورى، وهو أضعف الوجود الداعشى بالمنطقة منذ عام 2014.
وأضاف أبوسعد أن عدد كبيرًا من جماعة النصرة بعدما استقرت فى المدينة اتجه لأوروبا عبر الحدود التركية، وأوضحت الصحيفة أن بقية التفاصيل حول هروب عناصر جهادية متطرفة إلى أوروبا عبر تركيا لاتزال غير واضحة حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أن عشرات الآلاف من المنضمين لتنظيم داعش لقوا حتفهم، خلال المعارك الدائرة بالمنطقة منذ منتصف 2014، بينما تفيد أنباء أخرى أن بعضهم هرب إلى تركيا قبل أن يعودوا مرة أخرى لينضموا إلى رفاقهم وأسرهم بسوريا.
ومن جانبه أوضح أبوسعد ذا الأصل السعودى أنه لايفكر مطلقًا فى العودة لوطنه، خاصة بعد صدور حكم بالإعدام بشأنه، مشيرًا أن الحل الأمثل هو إعادة توطين لهؤلاء الفارين، مؤكدا أنه سافر لسوريا 2012 لدعم الجيش السورى الحر قبل أن ينضم لإحدى الجماعات المتطرفة، والتى اعتبرتها السعودية من الجماعات الإرهابية.
المصدر: أ ش أ