زادت التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية من الضغوط على الصين، المطالبة بموقف صارم من جارتها، حيث أكدت أنها ليست المسؤولة وحدها عن احتواء بيونجيانج.
وانتقدت الصين الغرب وحلفاءه في الأسابيع القليلة الماضية لترويجهم “لنظرية مسؤولية الصين” عن كوريا الشمالية وغضبت من مناورات عسكرية أجرتها سول وواشنطن تقول بكين إنها لم تفعل شيئا لتهدئة التوترات.
ونقلت رويترز عن روان تسونج تسه الدبلوماسي الصيني السابق الذي يعمل حاليا بالمعهد الصيني للدراسات الدولية وهو مركز أبحاث تابع لوزارة الخارجية، قوله “يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دورها وألا تضع شروطا دون تفكير على الصين من أجل الضغط على كوريا الشمالية”.
وأضاف روان أن خطورة التجربة النووية التي أجريت يوم الأحد من المرجح أن تدفع الصين لتأييد موقف أكثر صرامة ضد كوريا الشمالية بما في ذلك قطع إمدادات النفط عنها لكن الصين ستوضح أنه يتعين على أطراف أخرى تصعيد مواقفها كذلك.
وعلى مدى الأسبوع الماضي ردت وزارة الخارجية الصينية مرارا على دعوات من دول غربية واليابان لأن تبذل المزيد لاحتواء كوريا الشمالية قائلة إن الدفع من أجل الحوار جزء لا يتجزأ كذلك من قرارات الأمم المتحدة وإن تشديد العقوبات وحده ثبت عدم فاعليته.
وقالت هوا تشون ينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية الأسبوع الماضي “من ناحية، العقوبات ما زالت تفرض عن طريق القرارات ومن ناحية أخرى برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية ما زالت مستمرة”.
وانتقدت صحيفة جلوبال تايمز الحكومية كذلك زعماء بريطانيا واستراليا لدعوتهم الصين لبذل المزيد خاصة رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول الذي اقترح أن توقف الصين إمداداتها النفطية لكوريا الشمالية.
ودفعت النبرة التي ردت بها الصين بعض الدبلوماسيين الغربيين للتشكيك في مدى استعداد بكين لتقبل فرض المزيد من العقوبات قبل أن تدفع بأنها ستزعزع استقرار نظام كيم جونج أون.
وكان أكثر ما تخشاه الصين دائما هو أن يؤدي العزل الكامل لكوريا الشمالية إلى انهيارها مما يطلق موجة من اللاجئين إلى الأقاليم الصينية الفقيرة في شمال شرق البلاد.
وقال دبلوماسي غربي مقيم في بكين متحدثا في أواخر الأسبوع الماضي قبل التجربة النووية الأخيرة إن الصين تعاونت مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات بدرجة ما حتى لا تعطي واشنطن ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه “لكن ذلك لن يصل إلى حد أن يكون له أثر على تصميم كوريا الشمالية على أن تصبح قوة نووية”.
لم تقل الصين صراحة إنها ستؤيد فرض عقوبات جديدة. فقد أدان بيان مقتضب لوزارة الخارجية يوم الأحد التجربة النووية وحث كوريا الشمالية على التوقف عن “الأفعال الخاطئة” والعودة للمحادثات.
غير أن تشانج ليان قوي وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية بمدرسة الحزب المركزية التي تدرب المسؤولين الصاعدين قال إن بيونجيانج أوضحت مرارا إنها لن تتخلى عن برنامجها النووي وبما أن العقوبات من المستبعد أن تحقق نجاحا فإن فرص حل أزمة شبه الجزيرة الكورية عن طريق المحادثات “ضئيلة إن لم تكن معدومة”.