ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم /الأحد/ أن الولايات المتحدة حذرت جنوب السودان من استمرار حالة الفوضى، كما لوحت بإمكانية قطع المساعدات التي تقدمها إليها.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني – “إن مارك جرين رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجه تحذيرا شديد اللهجة إلى رئيس جنوب السودان بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيد النظر في سياستها تجاه واحدة من أفقر دول العالم، مشيرة إلى أن جرين التقى برئيس جنوب السودان سلفاكير يوم أمس الأول؛ حيث أعرب عن مخاوف واشنطن جراء المخاطر التي يتعرض إليها عمال الإغاثة الدولية أثناء توصيل الغذاء والدواء للسكان، فضلا عن انتشار النشاط الإجرامي الذي تمارسه القوات الحكومية والعصابات الإجرامية وقوات المعارضة على حد سواء”.
وأوضحت أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك قبل أربعة أعوام، وقد أصبح ثلث سكان جنوب السودان مشردين داخليا، علاوة على من فروا من البلاد، في أسوأ أزمة للاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994.
ونقلت الصحيفة عن جرين قوله، في لقاء حصري انعقد عقب اجتماعه مع كير يوم الجمعة الماضي والذي ظل طي الكتمان نظرا لأسباب أمنية حتى غادر البلاد في اليوم التالي، “إنني أبلغت الرئيس سلفاكير عزمنا القيام بمراجعة كاملة لسياستنا تجاه جنوب السودان خلال الأسابيع القليلة القادمة”.
ومن جانبهم، كشف مسئولون في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن استعراض السياسات تجاه جنوب السودان سيكون شاملا، حتى وإن لم يكن رسميا على غرار الاستعراضات التي تجرى على الدول المضطربة مثل أفغانستان.
وتابعت الصحيفة “إنه على الرغم من أن جرين لم يحدد عواقب معينة إذا لم تتم معالجة المخاوف الأمريكية، مثل فرض العقوبات أو حظر على الأسلحة، إلا أنه عبر عن رسالته بوضوح، حيث قال جرين “إن جنوب السودان مكان خطير للغاية؛ ونؤكد على حقيقة تأييدنا الكامل لشعب جنوب السودان، إلا أن الوضع تدهور إلى درجة يتحتم بموجبها إعادة النظر بشكل جدي في السياسة الأمريكية المناسبة تجاه الدولة الأفريقية”.
وأضافت “أن التحذير الأمريكي جاء في ضوء تدهور الأوضاع في جنوب السودان، وهي أحدث دولة في العالم بعد الإعلان عن الاستقلال في عام 2011، فقد تسببت الحرب الأهلية في تدمير البلاد منذ أن بدأت في ديسمبر 2013 في أعقاب النزاع بين كيير ونائبه ريك مشار، ورغم أن القوات الحكومية استعادت معظم الأراضي التي وقعت تحت سيطرة المعارضة، إلا أن القتال الذي يشمل العديد من الجماعات المنشقة لايزال مستمرا مما شكل صعوبة بالغة على عمال الإغاثة، الذين يتفاوضون في الأغلب مع العشرات من الجماعات المختلفة من أجل تسليم حمولات الشاحنات من المواد الغذائية والإمدادات البرية”.
أ ش أ