تواصل صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الاحتفاء بالمعاني التي يحملها عيد الأضحى وشعائر الحج.
وفي هذا الإطار دعا العديد من كتاب الدولَ العربية والإسلامية إلى نبذ التباينات جانباً مثلما يحدث في يوم عرفة، واتخاذ العيد “فرصة لإعادة الروح للعلاقات الاجتماعية المفتقدة”.
فقد قالت افتتاحية صحيفة الوطن العمانية: “تطل علينا أيام الخير بنفحات نورانية، تتجاوز الاحتفال بالمناسبة، بغرس قيم إنسانية نبيلة، ومفاهيم تحتم وتيرة الحياة التي نعيشها التمسك بها، وحيث طغت السرعة على رتم الحياة وأضحت هذه القيم الإنسانية في خطر، ما انعكس سلبًا على الحياة المعاصرة، وأضحى العالم يمر بأزمات تهدد الوجود البشري في حد ذاته، لذا يأتي الاحتفال بعيد الأضحى المبارك مناسبة طيبة ليس لإقامة الشعائر وحج البيت لحجيج بيت الله الحرام فقط، ولا لإقامة السنة النبوية على صاحبها أزكى الصلاة والسلام، لكنها أيضًا فرصة سنوية نتلمس منها الرشاد، ونسعى إلى إعادة إحياء قيم وعادات إنسانية، نحن نحتاج إليها، ولا تستقيم الحياة بدونها”.
وبالمثل قالت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها: “الأعياد، وعيد الأضحى خصوصاً، تمثل فرصة لإعادة الروح للعلاقات الاجتماعية المفتقدة في أيامنا هذه، خاصة بعد أن أثرت عليها مظاهر المدنية الحديثة، واستبدلت بها نواتج ثورة الاتصالات والمعلومات، وأصبحت الأسر والعائلات لا تلتقي طوال العام إلا من خلالها، وأصبحت مواقع الإنترنت، والتواصل الاجتماعي تشغل حيزا كبيرا من أوقات الصغار والكبار ولا تترك لهم فرصة للتواصل الاجتماعي المباشر أو التزاور كما كان يحدث في الماضي، فيأتي العيد ليكون طوق النجاة، وعودة الروح لهذه العادات التي كادت تندثر في زحمة الحياة”.
وفي صحيفة الرأي الكويتية، قال صبحي غندور: “حبّذا لو يكون عيد الأضحى، في كلّ عام، هو عيد احتفال المسلمين بتكريس معاني الحج وليس الاكتفاء فقط بالقيام بالأضحية وبتكريم حجّاج بيت الله الحرام.
فالأوطان العربية والإسلامية ينطبق الآن عليها حال وصف مرض ‘ازدواجية الشخصية’. ففي معظم هذه البلدان تزداد على المستوى الفردي ظاهرة ‘التديّن’ واهتمام الناس بالعبادات الدينية، لكن مع ابتعادٍ كبير لهذه المجتمعات عن مبادئ الدين وقيَمه وفروضه الاجتماعية تجاه الآخرين مهما كانت طوائفهم وأصولهم الإثنية”.