وصلت مواكب حجاج بيت الله الحرام إلى منى، الجمعة، واستقروا في أماكنهم المخصصة، مكبرين مهللين بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكنية والخشوع.
كما رمى حجاج بيت الله الحرام اليوم الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك، “جمرة العقبة” وهي التي تلي مكة بسبع حصيات فقط، وذلك اتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد الرمي شرعوا في الحلق أو التقصير للتحلل الأول من الإحرام ثم طافوا طواف الإفاضة وسعوا بين الصفا والمروة بعدها نحروا الهدي لمن عليه هدي من الحجاج.
وقام رجال الأمن بجهود كبيرة من أجل التسهيل على حجاج بيت الله الحرام لوصولهم للمسجد الحرام ليطوفوا طواف الإفاضة.
أيام التشريق
وخلال أيام التشريق يرمي حجاج بيت الله الحرام الجمرات الثلاث ابتداءً بالجمرة “الصغرى” ثم “الوسطى” انتهاءً بجمرة “العقبة الكبرى”، إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الـ12 من شهر ذي الحجة.
عودة لمنى
ومساء اليوم الجمعة، يعود حجاج بيت الله الحرام إلى منى لقضاء الليلة الأولى من ليالي أيام التشريق، تمهيداً لرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس من يوم غد بإذن الله.
وعلى الرغم من عدد الحجاج الكبير والذي بلغ حسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة، 2.352 مليون حاج، منهم 1.752.014 حاجاً من خارج المملكة، شهدت الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات انسيابية ومرونة وذلك بفضل الإمكانات الضخمة والترتيبات المتميزة التي وفرتها الحكومة السعودية لضيوف الرحمن.
من جهته، أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، نجاح خطط يوم عرفة والنفرة إلى مزدلفة وصولاً إلى تصعيد جموع الحجيج إلى مشعر منى والبدء في رمي “جمرة العقبة” وأداء طواف الإفاضة، مشيراً إلى أن الجهات المعنية بشؤون الحج تتابع مراحل تنقلات جموع الحجيج وما يقدم لهم من خدمات ليكملوا نسكهم بيسر وطمأنينة.
خدمات جبارة
وتواصل أجهزة الأمن والدفاع المدنية والطواقم الصحية، في الحرم المكي استعدادها التام لتيسير مناسك الحج وضمان سلامة ضيوف بيت الله الحرام، حيث خصص الدفاع المدني يوم النحر وطيلة أيام التشريق أكثر من 60 مركزاً تغطي جميع أرجاء المشعر بخدمات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف بالإضافة إلى فرق الدراجات النارية التي تتولى أعمال الإشراف الوقائي، استعداداً لأي طارئ خلال موسم الحج.
خلو من الأمراض
من جانبه أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية، مشعل الربيعان، خلو موسم حج هذا العام حتى الآن من الأمراض والأوبئة، مبيناً أن القطاعات الصحية تعاملت أمس الخميس، مع عدد محدود من ضربات الشمس.
وتبذل المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جهوداً جبارة لضمان سلامة الحجاج وأمنهم خلال آدائهم المناسك كافة، كما ترفض المملكة أي إجراء يهدف لزعزعة أمن الحجاج وتسيس للفريضة.
حادثة منى
وخلال موسم الحج عام 2015، أدى التدافع من قبل الحجاج إلى مقتل 769 شخصاً على الأقل وإصابة 694 آخرين حسب الرواية الرسمية السعودية.
وأشارت التقارير السعودية إلى أن ما جرى في مشعر منى يوم النحر في العام 2015 كان بسبب تدافع “مدبر”. ووقع الحادث عند تقاطع شارعين في مشعر منى وكان سببه حركة ارتداد عكسي خاطئة من 300 حاج إيراني. وتزامن مع الحادث مع أنباء عن وصول أعداد من الحرس الثوري الإيراني إلى المشاعر المقدسة، بغية زعزعة استقرار الشعائر المقدسة.
إجراءات صارمة
وتجنباً للحوادث خلال هذا العام وفرت المملكة أعلى درجات الراحة والطمأنينة والأمان لجميع الحجيج دون استثناء. كما قضت على الحملات الوهمية الفوضوية لضمان نجاح موسم الحج للعام الحالي.
المصدر: وكالات