أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وإستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن إصابة الأضاحى بالتوتر قبل الذبح يؤثر على نوعية اللحوم التي يتم الحصول عليها وعلى قيمتها الغذائية ، حيث تقل جودتها وتصبح جافة وأكثر مرارة وأقل قدرة على البقاء صالحة للإستخدام ، مشيرا إلى أن هذا التوتر ينشأ نتيجة لعدد من الأسباب منها الخوف والقسوة والألم والإجهاد والضوضاء وإستخدام السماعات الضخمة وطول المسافة المقطوعة خلال النقل ، وأن الحيوانات تصبح أكثر توترا عندما يتم التعامل معها في ظروف مقيدة ، وعندما تفتقد أصدقاءها من الحيوانات.
وقال الدكتور بدران ـ في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم ـ إن البحوث العلمية أظهرت أن الإصابة بالتوتر في عالم الحيوان وعالم البشر ترجع لنفس المسببات والأعراض ، حيث أنه يسبب التوتر الإجهاد المزمن مما يقلل المناعة والعمر ويضر القلب والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز العصبي المركزي ، ويسبب مشاكل في الهضم والإمتصاص وحتى الأداء المعرفي ، وباقى أجهزة الجسم ، مؤكدا أن الحيوانات ذات الدم الحار تشعر بالألم والخوف وتعاني بصوة مماثلة تماما للإنسان ، وأن الخوف والألم سببان قويان جدا للتوتر في الثروة الحيوانية.
وأضاف أن هذا يفسر دعوة الدين إلى الرفق بحيوانات الأضاحي وتغطية عيونها أثناء الذبح واعتبار ذلك أمرا واجبا ، مشيرا الى أن التجارب التي أجريت للتعرف على مخاطر إخافة الحيوانات كشفت أن حيوانات الذبائح والأضاحي لا تستطيع الهروب من الأخطار أو اللجوء لبيئة جديدة بعيدا عما يهدد حياتها وسلامتها كما تفعل الحيوانات البرية التي تتكيف بمرور الأزمنة على التعامل مع الضغوط المزمنة ، ومن خلال الإنتقاء الطبيعي والتطور أصبحت بعض أجيالها لا تهتم أو تتفاعل مع الأحداث.
وأشار إلى أن هناك أدلة ظاهرية وأخرى كيمائية تدل على خوف وتوتر الأضحية منها فقد الشهية أو إنعدامها ودرجة حرارة الجلد ، حيث أظهرت صور الكاميرات الحرارية قلة تدفق الدم في الجلد عند الحيوانات المتوترة وبرودته عند الخوف والتوتر الشديدين ، إلى جانب إفراز هرمونات الغضب ووجودها فى دماء الحيوانات المتوترة ، ووجود بواقي هرمونات الغضب كالكورتيزول في البراز ، مشددا أن الحيوانات المتوترة تنتج برازا أكثر من الحيوانات التي تتمتع بالهدوء.
وعزى أثر توتر الأضاحى على جودة لحومها لحصول الحيوان خلال حياته على الطاقة اللازمة لنشاط العضلات من الجليكوجين المختزن في تلك العضلات ، والجليكوجين عبارة عن تجمع لجزيئات الجلوكوز ، وفي الحيوان السليم غير المتعب يكون محتوى الجليكوجين فى العضلات مرتفعا ، وبعد ذبح الحيوان يتحول في العضلات إلى حمض اللاكتيك ، وتصبح العضلات والذبيحة أكثر متانة ومقبولة التذوق.
وأوضح أن هذا الحمض ضروري لإنتاج اللحوم ، إذ يحول العضلات إلى لحوم متماسكة ذات لون جيد لذيذة الطعم
، وإذا تعرض الحيوان للتوتر والإجهاد أثناء وقبل الذبح يتم إستهلاك الجليكوجين وينخفض مستوى حمض اللاكتيك ، وهذا يزيد من الآثار السلبية الخطيرة على جودة اللحوم.
وأكد بدران أن الحيوانات تعرف الحياة الإجتماعية ، ووجود الحيوان وسط القطيع يكسبها الشعور بالراحة والإسترخاء والتآلف والقوة وحب الجماعة ، والإنتماء للقطيع موجود في الحيوانات وتعاني الأبقار والماشية من فقدان الصحبة والشريك المفضل لديها ، والحيوانات التي لم تتعايش مع بعضها من قبل يكون لديها مستويات عالية من التوتر والإجهاد وتعاني عند محاولة الإندماج في مجموعة جديدة.
وقال إنه للحفاظ على جودة اللحوم يجب الحرص على نظافتها بدءا من عملية الذبح ، مرورا بعمليات السلخ والتقطيع والتجهيز والحفظ ، وإنتهاءا بإعداد وجبات اللحوم ، مشيرا إلى أهمية التأكد من نظافة الحيوانات قبل الذبح ، ونظافة الأدوات التي تستخدم وغسل الأيدي بالماء والصابون خاصة قبل الذبح وبعده.
وأشار بدران إلى أهمية نظافة مسرح الذبح ، حيث يفضل استخدام مناضد مرتفعة لاتطأها أقدام المواطنين والحيوانات ، كما يفضل ألا تلمس الحيوانات المعلقة الأرض ، وعدم تقطيع اللحوم إلا بعد إزالة الجلد وإبعاده عن اللحوم ، ويفضل عدم فتح الأحشاء (المريء والمعدة والأمعاء) قبل تقطيع اللحوم وإبعادها لضمان عدم تلوثها بمحتويات القناة الهضمية للحيوان ، مؤكدا أن تلوث اللحوم يزداد بالنقل بوسائل مواصلات ملوثة ، حيث لا يصح أن تلمس أرضية سيارات النقل أو حقيبة السيارة أو تترك معرضة للهواء والأتربة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )