تمر اليوم الذكرى الـ 11 على نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدانه الشهير “باب الحديد ” و الذي سمي على اسمه “رمسيس” بوسط القاهرة إلى مقره الحالي بالمتحف المصري الكبير ، لحمايته من التلوث البيئي الناجم عن حركة القطارات والسيارات والاهتزازات التي تسببها حركة مترو الأنفاق الذي يمر قرب موقعه القديم.
وفي 25 أغسطس 2006 ، حضر الآلاف من المصريين من أنحاء الجمهورية لمشاهدة موكب تمثال الملك رمسيس عند نقله ،و الذى كان بمثابة حدثا تاريخيا ،وتابعه الملايين من دول العالم المختلفة مباشرة عبر قنوات التليفزيون والفضائيات ، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تغطية هذا الموكب الشعبي استعان التلفزيون المصري ، فى ذلك الوقت ، بطائرة هليكوبتر تم استئجارها لمتابعة عملية النقل لحظة بلحظة ونقل صورة شاملة للأجواء المحيطة بالموكب من الجو طوال فترة سريانه حتى استقراره في موقعه الدائم بمقر المتحف المصري الكبير بميدان الرماية بالجيزة .
وكان وصول تمثال الملك رمسيس الثاني للمتحف يعد إيذانا ببدء العمل فيه ، حيث كان أول قطعة أثرية يتم نقلها له من بين 150 ألف قطعة سيعرضها المتحف عند افتتاحه ، فتم تصميم المتحف على أن يكون التمثال أول قطعة يراها السائح عند زيارته لهذا المكان، وتجرى حاليا الاستعداد لنقله خلال الفترة المقبلة إلى مكانه النهائي في البهو الرئيسى بالمتحف استعدادا للافتتاح الجزئي له في أبريل القادم .
وقبل أن يتم نقل التمثال من ميدان رمسيس للمتحف الكبير ، قام فريق عمل متكامل من المرممين والمهندسين بإجراء الترميمات اللازمة للتمثال بمعاونة شركة المقاولون العرب وتمت مراحل الترميم على سبع مراحل استغرقت 8 أشهر، و تضمنت الترميم ، ثم التغطية بطبقة من الشاش الطبى ، و وضع طبقة من السيليكون ، وبعدها تم وضع طبقة من الفوم ثم تركيب القاعدة الحديدية وبعد ذلك ثبت التمثال على القواعد الجانبية، وأخيرا تم إزالة القاعدة الخرسانية ليرفع على السيارات الخاصة بنقله.
وقطع التمثال – الذي يبلغ وزنه بدون القاعدة حوالي 83 طناً وارتفاعه 11,35 متراً وحجم كتلته 20 متراً مكعبا – مسافة 30 كيلو مترا بمتوسط 5 كيلومترات كل ساعة ووصل محمولا داخل سلة معدنية مرفوعة فوق مقطورتين تجرهما سيارة مخصصة لسحب مثل هذه الحمولات الثقيلة إلى المتحف الكبير، وقدرت تكاليف رحلته – فى ذلك الوقت – بمبلغ 6 ملايين جنيه مصري .
وتمثال الملك رمسيس كان قد عثر عليه عام 1888 في ميت رهينة (50 كيلومتراً جنوب غرب القاهرة) وهو مكسور إلى خمسة أجزاء تم نقلها بناء على قرار من مجلس قيادة الثورة 1954 إلى ميدان باب الحديد بواسطة شركة ألمانية ، وقام المرمم المصري الراحل أحمد عثمان بتجميع التمثال واستكمال الساق والقدم الناقصتين إلى جانب ترميم التاج الملكي وبعض الأجزاء الصغيرة في التمثال.
والملك رمسيس الثاني هو ثالث حكام الأسرة التاسعة عشر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م، ويعد من أعظم ملوك مصر الفرعونية ، وامتدت فترة حكمه لحوالي 67 عاما، ودفن بعد وفاته في وادي الملوك بالأقصر في المقبرة “كيه فيه 7″، إلا أن مومياءه نقلت إلى خبيئة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتشفت عام 1881 بواسطة جاستون ماسبيرو ونقلت إلى المتحف المصري بالتحرير بالقاهرة بعد 5 سنوات.
وللملك رمسيس الثاني العشرات من التماثيل، وأقام الكثير من المسلات والمعابد ، منها مسلته بمعبد الكرنك ومسلة أخرى موجودة في باريس في ميدان الكونكورد، كما قام بإتمام معبد أبيدوس ثم بني معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا أطلال، وأقام في طيبة معبد الرامسيوم وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إليه ، وقد سمي باسم المعبد الجنائزي، وأهم ما تركه تحفته الرائعة في أبو سمبل بأسوان ، فالمعبد الكبير له المنحوت في الصخر بني حوالي عام 1244 ق.م وقد استغرق حوالي 21 عاماً في بنائه أي 1265 ق . م.
وصل الجيش في عهد الملك رمسيس لحوالي مائة ألف رجل ، فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصري ، ومن أشهر معاركه معركة “قادش الثانية” عام 1274 ق. م، وهي من أعظم المعارك العسكرية، كما قاد أيضا عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ، ومنها أدار معاركه مع الحيثيين، وعرفت مصر في عهده وجود لبعض العناصر التي كانت تقوم بدورها بجمع المعلومات عن العدو.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)