في أكبر دراسة من نوعها، اعتمدت على تصوير وظائف المخ، عقد فريق من العلماء بجامعة واشنطن، مقارنة بين صور الأشعة التي التقطت لأدمغة أكثر من 46 ألفا و34 شخصاً بواسطة التصوير المقطعي للانبعاثات الفوتونية (سبيت)، لتحديد الاختلافات بين الأدمغة بين الرجال والنساء.
قال الدكتوردانيال آمين، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة واشنطن: “هذه الدراسة مهمة للمساعدة في فهم الاختلافات بين الجنسين، فالفوارق القابلة للقياس التي حددناها بين الرجال والنساء هامة لفهم المخاطر القائمة على نوع الجنس لاضطرابات المخ مثل اللألزهايمر”، مشيراً إلى أن الباحثين استخدموا أدوات التصوير العصبي الوظيفي، بهدف تطوير آليات علاجية مستقبلية.
وأظهرت التحليلات وصور الأشعة – التي نُشرت في مجلة “اللألزهايمر” – أن أدمغة النساء أكثر نشاطاً بكثير في العديد من المناطق أكثر من الرجال؛ خاصة في قشرة الفص الجبهي، مع التركيز والسيطرة، فضلاً عن مناطق المعنية بالعاطفة، وكانت المناطق البصرية والتنسيقية للمخ أكثر نشاطاً لدى الرجال.
وأمكن من خلال التصوير المقطعي للانبعاثات الفوتونية (سبيت) تحديد مختلف المهام المعرفية، وإظهار تدفق الدم للمناطق المختلفة من المخ.
شملت الدراسة 119 متطوعاً من الأصحاء، و 26 ألفاً و683 مريضاً يعانون من مجموعة متنوعة من الأمراض النفسية مثل (صدمة الدماغ، اضطرابات القطبين، اضطرابات المزاج، واضطرابات الفصام والذهان، واضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط).
وشدد الباحثون على أهمية فهم هذه الاختلافات لاضطرابات المخ التي تؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف، فالنساء لديهن معدلات أعلى بكثير من فرص الإصابة بمرض اللألزهايمر والاكتئاب، وهو في حد ذاته عامل خطر لمرض اللألزهايمر، إلى جانب اضطرابات القلق، في حين أن الرجال لديهم معدلات أعلى للمشاكل المتعلقة بالسلوك، لترتفع بينهم فرص السجن بنحو 1400%.
وقال الدكتورجورج بيري، رئيس تحرير مجلة “اللألزهايمر” وعميد كلية العلوم بجامعة تكساس، أن التحديد الدقيق للأسس الفسيولوجية والهيكلية للاختلافات بين الجنسين في وظيفة الدماغ ستلقي مزيداً من الضوء على مرض اللألزهايمر.
وتفسر نتائج الدراسة زيادة تدفق قشرة الفص الجبهي في النساء مقارنة بالرجال، لماذا تميل النساء إلى إظهار نقاط قوة أكبر في مجالات التعاطف والحدس والتعاون وضبط النفس والقلق المناسب، كما وجدت الدراسة أيضا زيادة تدفق الدم في المناطق الحوفي من أدمغة النساء، و التي قد تفسر جزئيا لماذا النساء أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والأرق، واضطرابات الأكل.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)