اصبح تحميل اللوم على السياسة الخارجية الغربية تقليديا مُتبّعا عقب كل هجوم إرهابى.
و لاشك أن هذا العذر الواهى بات مثيرا للسخرية، لا سيما وانخراط إسبانيا فى حروب الشرق الأوسط يكاد يكون معدوماً، كما أن فنلندا ليست طرفا فى أى تدخل على أية جبهة إن القتلة يستهدفون الغرب لا لشىء إلا لأنه الغرب.
وشهدت إسبانيا وقوع هجومين فى برشلونة وكامبرليس، إذ دهست شاحنة حشد من المارة فى أحد شوارع برشلونة، فيما حاولت شاحنة أخرى تنفيذ هجوم مشابه فى كامبرليس، وسقط جرّاء الهجومين نحو 14 قتيلاً وأكثر من 100 جريح؛ وعلى صعيد آخر، شهدت فنلندا فى نفس اليوم، هجوماً تعرض خلاله عدة أشخاص للطعن فى مدينة توركو.
و لا شك أن الإرهابيين يستغلون ما يتمتع به الغرب من انفتاح نسبى فى حدوده ومن محدودية للإجراءات الأمنية به ومن محاولات جديرة بالثناء لبناء مجتمع يحترم الخصوصية الفردية، كما أن أجهزة دعاية الإرهابيين تستغل الحريات المدنية السائدة فى الغرب؛ وعندما يسقط متآمرون فإنهم يهرعون إلى توكيل محام للدفاع عنهم مستغلين سيادة القانون فى الغرب.
وجدير بالذكر أن علي الراديكاليين ان يعترفوا بكراهيتهم العميقة لحرية الاعتقاد والتعبير السائدة فى الغرب؛ وإذا كان هؤلاء الإرهابيون يختلفون فيما بينهم إلا أنهم يجتمعون فى المعاناة من مرض سيكولوجى مشترك: هو رفْض العالم الذى اختار آخرون أن يبنوه.
وجدير بالذكر ايضا أن الغرب يتعين عليه أن يعزز ثقته فى الطريقة التى يحيا بها والتى يرفضها هؤلاء المجرمون؛ وبدايةً يجب عليه الكفاح من أجل عدم التنازل عن الحريات فى سبيل الحفاظ على الأمن اللازم للتمتع بتلك الحريات؛ كما يتعين على الغرب عدم قبول القراءات الدعائية لتاريخه والتى تصوّره دائما بصفته مذنبا ومُعْتدٍ.
المصدر: وكالات