كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية النقاب عن أن الرئيس دونالد ترمب يجد نفسه الآن منعزلا بشكل متزايد في الأزمة العرقية التي افتعلها، بعد أن تخلى عنه كبار الرؤساء التنفيذيين في قطاع الأعمال، وعارضه قادة الجيش الأمريكي، وتجنبه الجمهوريون الغاضبون من دفاعه عن متظاهري القومية البيضاء في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا.
وأشارت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني – إلى أن الصدع الذي خلفته تعليقات ترمب في مجتمع الأعمال هو الأكثر لفتا للنظر، حيث انتفض عمالقة الصناعة والمال في الولايات المتحدة ضد ترمب الذي يعد واحدا منهم، مختتمين احتجاجهم، أمس الأربعاء، بأنهم لا يمكنهم العمل في الفريقين الاستشاريين لترامب.
وقبل أن يعلن ستيفن شوارزمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة “بلاك ستون” وأحد المقربين من ترمب في عالم الأعمال، عن قرار حلّ المنتدى الاستراتيجي والسياسي لترمب، سبقه الرئيس الأمريكي بقرار إنهاء هذا المنتدى والمجلس الاستشاري الآخر أيضا.
وكان شوارزمان على وشك الإدلاء ببيان تم تجهيزه بالفعل يؤكد فيه أن “عدم التسامح والعنصرية والعنف هي إهانة للقيم الأمريكية”.
إلا أن ترمب أعلن قبلها “بدلا من ممارسة الضغط على رجال الأعمال بمجلس الصناعة والمنتدى الاستراتيجي والسياسي، أنا أنهي كليهما.. شكرا لكم جميعا!”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدانة انهالت على ترمب بعد يوم من تصريحه بأن متظاهري اليسار البديل “يتحملون مسؤولية العنف في شارلوتسفيل” بنفس قدر النازيين الجدد والقوميين البيض، والذين حرضوا على احتجاجات أدت إلى مقتل امرأة وإصابة 19 آخرين بعد أن دهس أحد متظاهري اليمين المتطرف بسيارته حشدا من المظاهرة المضادة.
أما من الجانب العسكري، فقد نشر خمسة من قادة القوات المسلحة الأمريكية، وهم قادة الجيش والقوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية (المارينز) ومكتب الحرس الوطني، بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي يدينون فيها بأشد العبارات النازيين الجدد والعنصرية، حيث كانت رسائلهم مضادة بشكل غير عادي للقائد الأعلى ترمب.
وأصدر الجمهوريون كذلك استنكارات جديدة للكراهية التي ظهرت في شارلوتسفيل، رغم أن بعضهم حافظ على غموضه تجاه تصريحات ترمب.
وذكرت الصحيفة أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قطع فجأة رحلته القصيرة إلى أمريكا الجنوبية حيث أعلن مساعدوه أنه سيعود إلى الولايات المتحدة مبكرا لحضور اجتماعات غدا الجمعة وطوال عطلة الأسبوع (السبت والأحد) في مقر الرئيس بكامب ديفيد.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض أصر على أن هذه الاجتماعات ستتناول قضية جنوب آسيا، لافتة إلى أن بنس خلال رحلته ساند ترمب لكنه رفض الدفاع عن تعليقات الأخير التي صرح بها، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحفي في “برج ترامب” بمدينة نيويورك، والتي حمل فيها مسؤولية أحداث شارلوتسفيل على “الجانبين”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)