رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باتخاذ إجراء تجاري ضد الصين مع تكثيف الضغوط على القادة الصينيين لكبح جماح تهديد بيونج يانج النووي، يقود ترامب إلى ذروة اثنتين من أكثر المشاكل المستعصية التي تعرقل العلاقات الأمريكية-الصينية.
وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الثلاثاء – أن هنالك تلميحات بإمكانية أن تؤتي استراتيجية ترمب، صعبة المراس، ثمارها على الأقل على المدى القريب، فبعد تهديدات كوريا الشمالية المتكررة بإطلاق صواريخ باتجاه منطقة جوام الأمريكية فى المحيط الهادئ، تراجعت بيونج يانج فجأة عن هذا التهديد. ووقعت الصين على عقوبات الأمم المتحدة التى ستخفض عائدات كوريا الشمالية الضئيلة بالفعل بمقدار مليار دولار أخرى.
واستدركت الصحيفة الأمريكية، قائلة إنه مع ذلك، فإن استراتيجية ترمب محفوفة بالمخاطر، موضحة أن كل قضية سواء الإجراءات التجارية أو بشأن كوريا الشمالية متقلبة بما فيه الكفاية لإنهاء العلاقات.
وأشارت إلى أن سوء إدارة أي من هاتين القضيتين، قد يؤدي في إحدها إلى اندلاع حرب تجارية، فيما قد يقود في الأخرى إلى نشوب صراع عسكري.
وأوضحت أنه لتجنب هذه المخاطر، سيتعين على الجانبين التوفيق بين وجهات النظر المتضاربة حول الأمن الآسيوى، الأمر الذى يشكل نهجهما المتباين تجاه كوريا الشمالية، والنظم الاقتصادية غير المتوافقة التى تقود الاحتكاكات التجارية.
وأفادت (وول ستريت جورنال) بأن ترامب يسعى حاليا إلى تصفية الحسابات التي لطالما حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تأجيلها، ولا سيما أن فرص نجاح مثل هذه المحصلة الدبلوماسية غير محتملة.
وأضافت أن واشنطن أهدرت في الواقع الفرصة منذ فترة طويلة عندما كانت صاحبة نفوذ أكبر، حيث إن الاقتصاد الصيني بات الآن قويا بما يكفي لتحمل أي عقوبات تجارية؛ حيث أصبح أقل اعتمادا على الصادرات، في حين باتت الشركات الأمريكية أكثر اعتمادا من أي وقت مضى على الوصول إلى الأسواق الاستهلاكية في الصين. وتضر الحرب التجارية القائمة على المعاملة بالمثل الجانبين وأصدقاء الولايات المتحدة وحلفاءها فى سلاسل التوريد العالمية التى تمر عبر الصين.
وفي الوقت نفسه، يسعى الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي يمتطي موجة مد من القومية المتشددة التي ساعد على صعودها، إلى تقليص الوجود الأمريكي في آسيا وإضعاف نظام تحالفها، حيث إنه لا مصلحة له فى أى نوع من الترتيبات في شبه الجزيرة الكورية التي من شأنها تعزيز موقف أمريكا هناك، ومن ثم تتيح لواشنطن تحويل انتباهها إلى نقاط أخرى مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)