يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الأثنين جولة افريقية يزور خلالها أربع دول هى تنزانيا و رواندا، والجابون، وتشاد، وذلك لبحث سبل التعاون و توطيد التواصل المشترك بين مصر و البلدان الأفريقية.
كما ستشهد تلك الزيارة بحث آليات التعاون و التفاهم فى مواجهة التهديدات المستمرة و مكافحة الأرهاب ، و التشاور و بحث الاوضاع و القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية و آخر المستجدات و الأوضاع المضطربة فى بعض الدول و انتشار السلام و الاستقرار، ومناقشة بعض القضايا الهامة التى تتعلق بالأوضاع الاقليمية فى القارة و خاصة فى كل من ليبيا و سوريا ، كما ستتناول المباحثات العلاقات المصرية الأفريقية و التطورات التى تشهدها من خلال سياسة الانفتاح المصرى على أفريقيا .
ولا تعتبر الجولة الأولى التي يقوم بها الرئيس السيسي للدول الأفريقية فمنذ توليه المسئوليه فى عام 2014 و هو يحاول بشتى الطرق توطيد علاقات مصر و كل الدول الأفريقية فقد قام بـ 10 زيارات حول أفريقيا، فقد أظهر رغبه حقيقية وقوية لتعزيز علاقه مصر و الدول الأفريقية و إعادتها لمكانتها الطبيعية فى القارة ليس فقط فى المرحلة الحالية و لكن أيضا لبناء مستقبل افريقى مشترك.
وتهدف هذه الزيارات أيضا لتحقيق الاستقرار فى القارة بأكملها و التعامل الجدي مع دول حوض النيل والسعى لتعزيز و زيادة النمو الاقتصادى بين البلدان الأفريقية .
ومنذ ثورة 30 يونيو تسعي مصر – بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي – بكل الطرق لاستعادة علاقتها بالقارة الأفريقية لإعادة ترتيب سياستها الخارجية بعد ان تراجع دورها و بشكل كبير داخل القارة، فقد طالب الرئيس رجال الاعمال بفتح و تطوير عجلة التنمية و المشروعات فى الدول الأفريقية لأجل توطيد العلاقات مع الدول الأفريقية بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
ولذلك إذا نظرنا للعلاقات الاقتصادية بين البلدان الافريقية و مصر سنجد أن حجم التعاون الاقتصادى بينهم بسيط جدا فحجم التبادل التجارى لا يمثل أكثر من 205% من حجم التبادل التجارى بين مصر و باقى دول العالم وهذا ما ذكره بعض خبراء الاقتصاد.
كما يرى الخبراء أنه بإمكان مصر التصدير لدول أفريقيا لأنه أسهل ويعود على الاقتصاد المصرى بالنفع و كذلك يمكن التعاون فى المجال الطبى خاصة ان معظم هذه الدول تعانى من مشاكل متشابهة .
ولذلك فكل الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة و تحقيق مسيرة الاصلاح و الاجراءات التى اتخاذها لتوفير البينية الملائمة والجاذبة للاستثمارات الأفريقية داخل مصر، لتعزيز شراكة قوية مع افريقيا التى تحتل أهمية أقتصادية قوية فهى تتمتع بمخزون عالمي للكثير من المواد الأولية الاستراتيجية والثروات الطبيعية، وتشكل سوقاً مهمة لتجارة المنتجات الدولية، وتقدر الأراضي غير المزروعة في أفريقيا بنحو 600 مليون هكتار، أي نحو نصف الأراضي الخصبة غير المستغلة في العالم. كما تغطي الغابات ما يقدر بـ23 % من مساحة القارة التي تمتلك نحو 65 % من الناتج العالمي من الذهب، و51 % من الاحتياطي العالمي من الفوسفات.
وفى الأساس فإن العلاقات التاريخية بين مصر و كل من رواندا، والجابون، وتشاد، وتنزانيا علاقات قوية من سنين طويلة فتتميز علاقه مصر بتنزانيا بعلاقات تاريخية خلال لجنة مشتركة بين البلدين تجتمع لتدعيم أواصر العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية وغيرها من أوجه التعاون الشامل.
وتمتد العلاقات المشتركة بين الدولتين لإنشاء مجلس أعمال تنزاني مصري يضم جمعية رجال الأعمال المصريين واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة فى تنزانيا، وتقوم البلدان حاليا ببحث اتفاقية خاصة بتبادل الإعفاء الجمركي بين البلدين، والتعاون بين هيئة قناة السويس وشركاتها مع هيئة ميناء دار السلام ، كما عملت الهيئة العامة للاستثمار فى مصر لتفعيل سبل إقامة مشروعات مشتركة بين البلدين وفي مقدمتها الصناعات الغذائية والتعدينية والزراعية، وكذلك تزويد تنزانيا بالتكنولوجيا المصرية والمعاونة في تأهيل الكوادر الفنية المطلوبة للصناعة في دار السلام.
وأكدت مصر وتنزانيا علي أهمية تسيير خط ملاحي منتظم يخدم حركة التجارة بين البلدين، وقد طلب الجانب التنزانى بالاستفادة من الخبرة المصرية في مجال إنشاء وإدارة المناطق الحرة، وقد تم بالفعل تسيير الخط الملاحي بينهما، فيما يظل بحث الاستفادة المتوافرة فى البلاد فى مجال الطاقة الانتاجية الحيوانية ينتظر الاستثمار فى ظل كونها ثانى أكبر دولة افريقية بواقع 17 مليون رأس.
وتتمتع مصر أيضا بعلاقات قوية بالجابون فقد بدأت العلاقات السياسية بين البلدين عام 1975 بقيام الرئيس الراحل عمر بونجو بأول زيارة يقوم بها رئيس جابونى لمصر فى ديسمبر 1973 أعقبها تبادل التمثيل الدبلوماسى بين البلدين، حيث افتتحت السفارة المصرية فى ليبرفيل عام 1975.
أما عن علاقتها بدولة روندا فهى علاقة تتسم بالتنوع و النشاط فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، بالإضافة إلى عضويتهما في عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية ومنها تجمع الكوميسا، ومبادرة النيباد، والاتحاد الأفريقي، ومبادرة حوض النيل.
تمتع العلاقات الاقتصادية المصرية الرواندية بمزايا تجمع دول السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا”الكوميسا”، وتشهد المنتجات المصرية رواجاً متزايداً بالسوق الرواندية.
وتعود علاقاتها بالتشاد إلي عصر الإمبراطوريات، حين قامت أول مملكة عربية إسلامية في تشاد في القرن الثاني الهجري والثامن الميلادي، كان اسمها مملكة كانم شمال شرق بحيرة تشاد، ثم اتسع نفوذها في القرن الثالث الهجري حتي شمل منطقة السودان الأوسط بأكملها، إلي أن وقعت تحت الاستعمار الفرنسي بدءاً من عام 1920م إلي أن نالت استقلالها عام 1960م، و تتسم هذه العلاقة بشكل مختلف فهى ممتدة وطويلة باعتبارها دولة مهمة للأمن القومي المصري ولها حدود مشتركة مع السودان وليبيا.
المصدر : أ ش أ