ثم استعرضت الصحيفة في تحليها السيناريوهات السبعة المتوقعة لهذه الأزمة، أولها الحرب الوقائية، حيث أثار مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش آر ماكماستر احتمالية شن حرب وقائية كخيار سياسي أمام الولايات المتحدة، والتي تقضي بتدبير ضربة قوية مفاجئة تستهدف البنية التحتية لجيش كوريا الجنوبية والتي من شأنها إضعاف قدرته بشكل جوهري على شن هجوم ضد الولايات المتحدة وقد تشعل انقلابا أو ثورة في البلاد.
لكن سلبيات هذا الخيار منذرة بالشر لأن صواريخ النظام الكوري الشمالي مخفية في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى 8 آلاف شخص مدربين ومسلحين منتشرين في سول عاصمة كوريا الجنوبية على بعد 40 كيلومترا من المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين. ونظرا لأن الضربة الأمريكية الأولى لن تقترب حتى من نزع أسلحة زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون بالكامل، فإن انتقامه بشكل شبه مؤكد سيتضمن مقتل العديد من المدنيين.
أما السيناريو الثاني فيتمثل بحسب الصحية في الاحتواء بالقوة، هناك نظرية لدى الولايات المتحدة وحلفائها بأنهم غذا كانوا قد تهاونوا للغاية بالسماح لانتهاكات كوريا الشمالية أن تمر بدون عقاب، لذلك فإن الاحتواء القسري قد يتضمن استخداما “متناسبا” للقوة لبعث رسائل عقابية مع أول اختبار نووي أو باليستي عابر للقارات تجريه بيونج يانج، عن طريق تفجير أحد مواقع الاختبار الخاصة بها.
وتكمن المشكلة الكبرى في هذا الخيار أنه لا توجد ضمانات بأن كوريا الشمالية ستفرق بين التفجيرات المحدودة أو هجمات شن الحرب، ومن الصعب رؤية كيف يمكن وقف التصعيد بمجرد أن يبدأ ما يمكن أن يقود إلى كل المخاطر المروعة التي يحملها خيار الحرب.
جاء السيناريو الثالث تحت مسمى “قطع الرأس” الذي قالت عنه الصحيفة، تعد محاولة اغتيال القيادة الكورية الشمالية جزءا من خطة الحرب المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، حيث يقال إن سول لديها كتيبة خاصة مدربة فقط لتنفيذ تلك المهمة. إلا أن هناك ألف احتمالية يمكن أن تؤدي لفشل هذا الخيار نظرا لأن كيم يونج أون أحد أكثر الأهداف المحمية في العالم، غير أنه لا يوجد ضمانة بأن بديله لن يكون سيئا أو أسوأ منه، كما يمكن لهذا الخيار أن يشعل حربا كاملة.
فيما يكمن السيناريو الرابع في تصعيد الضغط الاقتصادي، رغم أن كوريا الشمالية بالفعل إحدى أكثر الدول المنعزلة اقتصاديا على الكوكب خاصة بعد العقوبات الأممية المفروضة خلال الأسبوع المنصرم، إلا أن تشديد الضغط الاقتصادي ضدها سيتطلب تنفيذا أكثر صرامة من الصين التي تخشى انهيار نظام كوريا الشمالية.
وفي الوقت الذي يدعو فيه مراقبون أمريكيون لعقوبات ضد الشركات الصينية التي تنتهك الحظر المفروض حاليا ضد كوريا الشمالية، يوجد مخاوف من أن ذلك قد يشعل إجراءات انتقامية من قبل بكين ستؤدي إلى انقسام الصين وأمريكا في مرحلة حاسمة. وعلاوة على ذلك، فإنه من غير الواضح ما إذا كان المزيد من العقوبات ضد كوريا الشمالية سيغير من تصرفات النظام الذي تعمق بالفعل في عمليات التهريب وأساليب الاكتفاء الذاتي.
أما السيناريو الخامس هو العودة للمفاوضات الرسمية، لا تظهر كوريا الشمالية أي رغبة في العودة للمحادثات السداسية، وهي الرغبة التي تلاشت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما قالت واشنطن إنها ستنضم للمشاورات بشرط أن تعلق بيونج يانج تجاربها الصاروخية وتوافق على إنهاء تام لبرنامجها النووي، وهي شروط لم تبد كوريا الشمالية استعدادا للموافقة عليها.
أما عن قبول كوريا الشمالية رسميا في المجتمع الدولي كدولة مسلحة نوويا، فإن هذا سيكون له آثار على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية حول العالم، وقد يكون حافزا لدول أخرى لأن تتبع خطى بيونج يانج.
وسادسا تجميد مقابل تجميد، دعمت الصين وروسيا اقتراحا يفيد بأن بيونج يانج ستوقف اختباراتها النووية والصاروخية مقابل إيقاف الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تدريباتهما العسكرية، لكن أحد الاعتراضات على هذا الخيار هو أنه يفترض المساواة بين الإجراءات الدفاعية لكوريا الجنوبية وتحدي كوريا الشمالية لبقية العام بتفجير قنابل نووية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي إن يفضل هذا الاقتراح أكثر من الرئيسة السابقة، كما لا يوجد ضمانة بأن كوريا الشمالية ستلتزم به.
أما السيناريو السابع والأخير، محادثات استكشافية، وهو خيار اقترحه سيجفريد هكر، الخبير الأمريكي البارز في قضايا كوريا الشمالية الذي زارها 7 مرات وتجول في مؤسساتها النووية، حيث حث المسؤولين الأمريكيين والكوريين الشماليين أن يلتقيا على الفور بدون شروط مسبقة لفتح قناة تواصل تجنبا لأي حسابات خاطئة يمكن أن تؤدي إلى خروج حادثة صغيرة عن نطاق السيطرة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)