كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية النقاب، اليوم الأحد، عن أن القلق يسيطر على أفغانستان بعدما انتشرت تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، هدد بإقالة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، فضلًا عن أن ترمب قام بإرجاء اختيار استراتيجية سياسية وعسكرية جديدة انتظرتها كابول طيلة الستة الأشهر الماضية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني – أن هجوم ترامب على نيكلسون، لإخفاقه في الانتصار في الحرب التي استمرت 16 عامًا، فاجأ مسؤولين وقادة سياسيين أفغان وقالوا – بحسب واشنطن بوست – إنهم في حاجة ماسة إلى إشارة واضحة على دعم واشنطن المستمر لاستقرار حكومة كابول الهشة، وسط موجة من الاضطراب الشعبي والمعارضة من جماعات عدة.
وأصبح نيكلسون، البالغ 61 عاما، الذي شغل منصب قائد القوات الأمريكية في أفغانستان خلال الـ16 أشهر الماضية – أكثر وجه أمريكي معروف في كابول وعمل عن كثب مع الجيش الأفغاني والمسئولين المدنيين، كما أيد توسيع التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان، بينما تواصل حركة طالبان ومسلحون آخرون هجمات عنيفة في أرجاء أفغانستان.
وقال مسئول أفغاني سابق يدعى عمر دودزاي إن أكبر قلق يسيطر على أفغانستان الآن يتمثل في عدم وجود استراتيجية أمريكية، ومواجهة الحكومة الأفغانية اضطرابات سياسية وأزمة أمنية.
وأضاف دودزاي أن حكومات الدول المجاورة تتدخل في شئون أفغانستان، وأن كابول تحتاج إلى التزام أمريكي لدعم قوات الدفاع والانتخابات والمؤسسات الديمقراطية.. مشيرًا إلى أن سمعة أمريكا في أفغانستان معرضة للخطر، كما أن أمريكا ستفقد مصداقيتها إذا لم تسر الأمور على نحو جيد.
وذكرت الصحيفة أنه خلال الأيام الماضية، أشاد مسئولون أفغان بجهود نيكلسون.. قائلين إنه توارث نزاعا ممتدا ومتافقما؛ إلا أنه عمل عن كثب مع الرئيس الأفغاني محمد أشرف عبد الغني، لتطوير خطة مفصلة مدتها أربع سنوات لدعم قوات الأمن الأفغانية ليتمكنوا من الدفاع عن بلادهم بأنفسهم.
وقال مسئول عسكري أمريكي إن نيكلسون ليس مصدر شك وإنه ركز على تنفيذ المهمة المطلوبة منه والتي من شأنها أن تساعد الأفغان على الدفاع عن بلادهم وحدهم دون الحاجة لمد يد العون.
وعلى الرغم من ذلك، قال أفغان إن الجدال المؤخر حول نيكلسون وتأخر الإعلان عن سياسة أمريكية جديدة أثار المخاوف بأن واشنطن فد تتخلى عن دورها القديم في دعم الديمقراطية بأفغانستان في الوقت الذي تنمو فيه الاضطرابات المحلية وتدخل القوى الإقليمية الخارجية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)