تتم اليوم الأحد، قناة السويس الجديدة التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يوم 6 أغسطس عام 2015 ، بمشاركة دولية عالية المستوى ، العام الثانى من عمرها لتكون شاهد صدق على الإنجاز المصرى ، وقدرة المصريين على تحقيق الحلم بشق وافتتاح قناة جديدة فى زمن قياسى بتصميم وتمويل مصرى خالص ، ليرتفع هذا الانجاز لمستوى ملكية كل المصريين فيه .
وقبل عام من هذا التاريخ ، أعلن الرئيس السيسى عن البدء فعليا فى إنشاء مجرى ملاحى جديد لقناة السويس وتعميق المجرى الملاحى الحالى ، وتنمية محور قناة السويس بالكامل ، بهدف تعظيم دور إقليم قناة السويس كمركز لوجيستى وصناعى عالمى متكامل اقتصاديا وعمرانيا ومتزن بيئيا ، وسعى هذا المشروع إلى جعل الإقليم محورا مستداما ينافس عالميا فى مجال الخدمات اللوجيستية والصناعات المتطورة والتجارة والسياحة ، ويضم ثلاث محافظات هى بورسعيد والسويس والإسماعيلية حيث تتوافر به إمكانيات الجذب فى مجالات النقل واللوجيستيات والطاقة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والعقارات ٠
تنبع أهمية قناة السويس الجديدة في الدرجة الأساسية من مكانة مشروع قناة السويس في تاريخ مصر نفسها ، حيث كان الاحتفال بإنجاز قناة السويس عام ١٨٦٨ فى عهد الخديوي إسماعيل مناسبة كبيرة ، ورغم أن المشروع حفره مصريون وأدى إلى وفاة الآلاف منهم تأثرا بحرارة الشمس وطول ساعات العمل ، إلا إن مجد إنجاز القناة لم يكن لمصر ، ولا لأهلها الكادحين ، أما القناة الجديدة فهي مشروع مصري التصميم والإنجاز ، قام المصريون بتمويل حفره من خلال ما طرحته الحكومة شهادات استثمار باسم “شهادة استثمار قناة السويس “، بهدف جمع 60 مليار جنيه مصري لتمويل مشروع محور قناة السويس من المصريين فقط.
وفي 19 أغسطس عام ٢٠١٤ أعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ، عن التحالف الفائز بتنفيذ مشروع تنمية قناة السويس ، وهو تحالف دار الهندسة ، فيما أعلن محافظ البنك المركزي المصري ، بلوغ حصيلة بيع شهادات استثمار قناة السويس إلى نحو 61 مليار جنيه مصري ، منذ بداية الطرح عن طريق البنوك ، وهو المبلغ المطلوب لحفر القناة الجديدة ، مقررا غلق باب الاكتتاب في الشهادات بالبنوك .
قناة السويس الجديدة هي تفريعة جديدة لقناة السويس من الكيلو 61 إلى الكيلو 95 (طبقاة للترقيم الكيلو متري للقناة) وتم افتتاحها بطول ٣٥ كيلومترا ، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كيلومترا ، ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كيلومترا من الكيلو 50 إلى الكيلو 122.
ويهدف المشروع الذى استخدمت فيه الآليات الثقيلة القادرة على إزالة عشرات الأطنان من الرمل والحصى ، إلى تلافي المشكلات التى تواجه السفن خلال عبورها فى مجرى قناة السويس من حتمية توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة ، بما يسمح بمرور قافلة الجنوب ، ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم بتكلفة بلغت 4 مليار دولار، مما سيساهم في زيادة دخل القناة .
بدأت مرحلة الحفر الجاف بالمشروع في 7 أغسطس عام ٢٠١٤ ، وشارك فيها 44 ألف مواطن مصري ، و 4500 معدة ، وإجمالي 84 شركة ، وتمت إضافة كتيبتين من القوات المسلحة لإزالة الألغام ومخلفات الحرب ، بالإضافة إلى كتيبتي طرق للمساعدة في عمليات الحفر ، وتم الانتهاء من هذه المرحلة بنسبة 100 فى المائة خلال 9 شهور ، باستخراج حوالي 250 مليون متر مكعب من الرمال ، وبعدها بدأت أعمال تكسيات وتدبيش الأجناب بطول 100 كيلو متر لضبط أجناب القناة الجديدة بهدف منع ترسب الرمال مرة أخرى للمجرى المائى .
ثم بدأت مرحلة الحفر المائي (التكريك) بعد انتهاء الحفر الجاف مباشرة باستخدام ٤٥ كراكة ، للوصول إلى العمق المطلوب ، وشارك في هذه المرحلة 2000 عامل من هيئة قناة السويس ، 3000 عامل من تحالف التحدي ، 750 عامل من تحالف الأمل ، وانتهت أعمال التكريك المائي برفع 258.8 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه .
وتتضمن مشروعات ما بعد الافتتاح محور التنمية في منطقة ” شرق بورسعيد” ، ويتضمن إقامة محطة للحاويات والصب السائل ، ومحطة تموين لوجستية ، بالإضافة إلى محطة للحبوب ، ومشروع منطقة “الإسماعيلية الجديدة” ، ويتضمن إقامة “وادي التكنولوجيا” ، ويضم صناعات إلكترونية ، وهندسية طبية ، وآلات دقيقة ، ومعدات اتصال ، كما يضم “المنطقة الصناعية لمدينة القنطرة ، ومشروع منطقة شمال غرب خليج السويس ، ويتضمن مناطق للصناعات الثقيلة ، ومركز للمعلومات ، ومجمع للخدمات التموينية ، و مجمع طبي ، ومراكز أبحاث ، وجامعة ، ومعاهد تعليمية .
كما تتضمن تلك المشروعات إنشاء ٧ أنفاق أسفل قناة السويس ( ٣ ببورسعيد ، و٤ بالإسماعيلية ) ، بتكلفة تصل إلى ٢ر٤ مليار دولار .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)