أطلقت شرطة جنوب أفريقيا – يوم الأربعاء – طلقات مطاطية على أنصار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم بعد أن ألقوا حجارة وحاولوا التصدي لمسيرة لأعضاء حزب التحالف الديمقراطي المعارض في وسط جوهانسبرج.
وهذه المواجهة مؤشر على تصاعد التوتر في جنوب أفريقيا قبل الانتخابات العامة التي تجري في البلاد في السابع من مايو والتي تعتبر أكبر اختبار سياسي للرئيس جاكوب زوما والحزب الحاكم الذي يحكم البلاد منذ 20 عاما بعد انتهاء فترة الفصل العنصري.
وفتحت الشرطة التي كانت تفصل بين أنصار الجانبين المتنافسين النار لفترة قصيرة على أعضاء الحزب الحاكم الذين كانوا يرتدون القمصان القطنية الصفراء المميزة للحزب.
وقال متحدث باسم الحزب إن قنابل حارقة ألقيت على الشرطة التي ردت بقنابل الصوت وكذلك بالرصاص المطاطي.
وجلبت الحافلات الآلاف من أنصار الحزبين الحاكم والمعارض.
وقال التحالف الديمقراطي المعارض إنه ينظم مسيرته احتجاجا على ارتفاع معدلات البطالة في جنوب أفريقيا وهي أكبر اقتصاد في القارة السوداء ، بينما قال أنصار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم إنهم يدافعون عن مقر الحزب في جوهانسبرج.
وبعد اشتباك وجيز مع الشرطة تفرق المشاركون في المسيرة لينتهي الاحتجاج ، وقال أعضاء حزب التحالف الديمقراطي إنهم قرروا إلغاء المسيرة لمنع وقوع المزيد من العنف.
ويعتبر معلقون مسيرة التحالف الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة في البلاد عملا أو استفزازا مقصودا لكشف ما تقول المعارضة إنها الطبيعة غير المتسامحة للحزب الحاكم.
وقالت هيلين زيلي زعيمة التحالف الوطني لقناة إخبارية محلية “هل سيدرك كل ناخب الآن إلى أي مدى أصبح حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مؤسسة غير ديمقراطية وتتسم بالعنف وعدم التسامح؟ ..”عرفنا اننا لن نصل إلى وجهتنا الأخيرة من البداية لأن المؤتمر الوطني الأفريقي جاء بمقذوفات وقنابل حارقة وطوب وحجارة. اندهشت لسماح الشرطة لهم بفعل ذلك” .
وندد جاكسون مثيمبو المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بمسيرة التحالف الديمقراطي.
وقال “ليس من الحكمة أن ينظم حزب مسيرة لمقر حزب آخر… إنها خطوة تنم عن عدم معرفة بالوضع وخطيرة للغاية وتنطوي على مجازفة بالغة… كيف تنظمون مسيرة…إلى البيت الثوري” .
ومن المتوقع أن يمدد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بسهولة حكمه المستمر منذ عشرين عاما لكن بأغلبية بسيطة في ظل معاناة ملايين السود من سكان جنوب أفريقيا من الفقر وشعورهم بالإحباط من بطء وتيرة التغيير والتحول الاقتصادي.
المصدر : رويترز