أكد عدد من رؤساء وقيادات الأحزاب السياسية في مصر ضرورة الاصطفاف الوطني لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد مصر في الداخل والخارج بهدف النيل من استقرار الدولة المصرية والإضرار بوحدتها الوطنية وعرقلة جهود القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي الرامية إلى الإصلاح السياسي والإقتصادي والتشريعي والإجتماعي في البلاد.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط ظهر اليوم الخميس تحت عنوان “معا لمواجهة مؤامرات استهداف الدولة” والتي أدارها الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس التحرير وشارك فيها السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق والقيادي بائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية في البرلمان والدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار والمهندس أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن والدكتور رفعت السعيد الرئيس الشرفي لحزب التجمع والأستاذ سيد عبد العال رئيس حزب التجمع واللواء محمد الغباشي مساعد رئيس حزب حماة الوطن والمهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.
وأجمع المشاركون في الندوة على ضرورة تقديم كافة أوجه الدعم للقيادة السياسية التي ثبت بما لا يدع مجالا للشك قدرتها على التخطيط والإنجاز واتخاذ القرارت الصعبة لإحداث إصلاحات طال انتظارها في جميع المجالات من أجل تحقيق رفعة الوطن والنهوض به لتكون مصر في مصاف الدول الكبرى وتعود للمكانة التي تستحقها في المنطقة.
وجدد المشاركون وقوف الأحزاب المصرية صفا واحدا في مواجهة مؤامرات استهداف الدولة وإفشال المخططات التي تحاك ضد مصر والمحاولات المستمرة لتعطيل مسيرة التنمية والإصلاح.. مشددين على ضرورة مساندة الدولة في حربها على الإرهاب وتجفيف منابعه ودعم قرارات القيادة السياسية الرامية إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.
ووقف المشاركون في مستهل الندوة دقيقة حدادا على أرواح شهداء مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة وضحايا العمليات الإرهابية أمام المساجد والكنائس والمواطنين الأبرياء.
وأكد الأستاذ علي حسن في كلمة له في بداية اللقاء أن شعب مصر العظيم يدرك الآن أكثر من أي وقت مضى مدى خطورة التحديات التي يواجهها والتي تحتم الاصطفاف الوطني في مواجهتها، خاصة ما يتعلق بمواجهة الإرهاب الأسود ومحاولات نشر الشائعات والفتن والأكاذيب لزعزعة الاستقرار ومحاولات المساس بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
وأشار إلى أن مصر بكافة فئاتها تقف اليوم صفا واحدا مع قيادتها وجيشها وشرطتها في خندق واحد في مواجهة تلك المؤامرات من أجل حماية أمنها القومي.. موضحا أن خطر الإرهاب ليس قاصرا على مصر واحدها بل يمتد إلى العديد من دول المنطقة من حولنا واصبح خطرا يتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد أهمية قيام المجتمع الدولي بدوره الذي أناطه به القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية الموقعة تحت رعاية الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة حيال الدول الداعمة والراعية للإرهاب، والتي تقدم له الدعم المادي واللوجيستي وإيواء عناصره الإجرامية على أراضيها ويقوم بتحريضه والاتفاق معه مساعداته على ارتكاب جرائمه.. وقال أن عناصر الإرهاب هم عصابات معادية للحياة الإنسانية والأديان السماوية وأخصها دين الإسلام الذي يسعون دائما إلى ارتداء عبائته بغية الإساءة إليه وذلك وفقا للإملاءات التي تعطى لهم.
ومن جانبه أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق والقيادي بائتلاف دعم مصر أهمية الاصطفاف خلف القيادة السياسية من أجل التصدي لموجة الإرهاب العاتية التي تضرب الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط.. موضحا أن ظاهرة الإرهاب في الوقت الراهن أصبح لها بعدا جديدا أكثر شراسة وتطورا يختلف بصورة كلية عما شهدناه في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، حيث أصبح الارهاب عابرا لحدود الدول الوطنية.
وقال السفير العرابي في كلمته أمام الندوة أن مصر دولة مستقرة بفضل حالة التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني مع قواتنا المسلحة الباسلة، وشرطتنا الوطنية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي .. مشيرا إلى أن مصر تمر بمرحلة صعبة وقاسية غير أننا سنظل محصنين ضد موجة الإرهاب العاتية بفضل القيادة الواعية للرئيس السيسي ومن خلفه الشعب المصري العظيم وأجهزة الدولة حيث نخوض معركتين في آن واحد هما المعركة ضد الإرهاب، ومعركة التنمية.
وأشار العرابي إلى أن المصريين جميعا جنود في معركة الدفاع عن الدولة المصرية، ومستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على بلدنا خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي نمر بها، سواء على الصعيد الإقليمي، أو على الصعيد الاقتصادي.
وأكد العرابي أن مشكلة قطر الراهنة تعد مشكلة كاشفة وأسقطت أقنعة كثيرة في المنطقة العربية وأثبتت صحة الموقف المصري تجاه قضايا الأرهاب وتجاه السياسة القطرية وأثبتت أيضا أن مصر في مقدمة الدول التي تسعى بكل جد وقوة للتصدي للإرهاب.
واعتبر العرابي أن خطاب الرئيس في القمة العربية الإسلامية الأمريكية كانت بمثابة خطة استراتيجية كبيرة في مواجهة الإرهاب، خاصة وأن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على المواجهة الفكرية والأمنية على الرغم من أهميتهما، وإنما يجب أن تمتد هذه المواجهة إلى تجفيف منابع الإرهاب.
وأكد الدكتور رفعت السعيد الرئيس الشرفي لحزب التجمع أن مكافحة الإرهاب تبدأ بالفكر قبل المواجهة بالسلاح.. مشيدا في هذا الإطار بمبادرة وكالة أنباء الشرق الأوسط لعقد مثل هذه الندوات.
وقال السعيد في كلمته خلال الندوة: “علينا تصويب الفكر لمواجهة كل الأفكار المتطرفة والإرهابية، وهذا الأمر يتطلب وقتا لأن الأفكار المتطرفة بدأ نشرها منذ 50 أو 60 عاما وإصلاح المفاهيم المغلوطة سيستغرق وقتا أيضا”.
وأضاف السعيد: “أولى خطوات هذا الإصلاح هو إعادة النظر في المناهج التعليمية في كافة المراحل وتغيير الأفكار وأساليب التعليم، لتغيير الأفكار السائدة في المجتمع”.
وأشار السعيد إلى أن الشعب المصري قدم للعالم درسا في منتهى الذكاء في ثورة 30 يونيو عندما خرج المصريون ليهتفوا يسقط حكم المرشد وليس حكم محمد مرسي وهو ما يعني أنهم يرفضون حكم جماعة بأكملها بأفكارها وبنائها وليس حكم أفراد ينتمون لها.
وقال السعيد إن دعم الدولة والوطن والجيش أمر لا يمكن الاختلاف حوله.. قد نختلف مع مؤسسات أو كيانات في الدولة لكن حين يتعلق الأمر بالدولة والوطن والجيش، فنحن على قلب رجل واحد ضد هذه المؤامرات الخارجية ومحاولات إسقاط الدولة.
وأكد أن ندوة اليوم في وكالة أنباء الشرق الأوسط هي بداية إيجابية لفهم حقيقة مشكلة الإرهاب وما يتفرع منه من مشكلات، وقال “عندما نتحدث عن الوطن يجب أن ننحي كل خلاف جانبا ونتوحد خلف هدف واحد”.
وأضاف أن مصر أصبحت رقما مهما بعد الأدوار التي تضطلع بها في سوريا وليبيا والعراق والصراعات التي تجري في الساحل والصحراء وعلينا جميعا دعم مكانة مصر ومساندة القيادة السياسية حتى نستطيع أن نتبوأ المكانة التي تستحقها مصر.
من جانبه، أكد عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار أن الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه مصر حاليا ضروري رغم أنه مؤلم ومن الخطأ تأجيله.
وقال خليل في كلمته أمام ندوة “معا لمواجهة مؤامرات استهداف الدولة” التي عقدت اليوم الخميس بوكالة أنباء الشرق الأوسط- يجب ألا ننتظر معونة من الخارج ولا أن نلقي المسئولية كاملة على كاهل الدولة فقط.
وأضاف أن مصر ليست في أزمة إقتصادية بل في مرحلة إصلاح إقتصادي، فلم يعد من المقبول أن تستورد الدولة بهذه الطريقة كما كان في السابق ومن هنا كان ضروريا أن يحدث هذا الإصلاح الجذري دون تأخير، مشددا على أن العالم يحترم القوي اقتصاديا.
وأضاف ما يحدث من إصلاح إقتصادي وتقوم به الحكومة مؤلما ولكنه ضرورة ملحة لا بد منها في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن الشعب المصري كان يقف دوما في الأزمات مثل حربي 1967 و 1973.
وتابع “انا متفائل لأنه مع هذا الإصلاح نصبح أقوياء اقتصاديا ونقوي وضعنا في المجالات الآخرى مثل التعليم”.
وحذر من وجود مخطط قديم لتجزئة المنطقة، فما يحدث الآن ليس وليد اللحظة، مشيرا إلى توريط العراق في الحرب مع إيران، ثم غزو الكويت.
ودعا وسائل الإعلام إلى ضرورة دعم الدولة في حربها على الإرهاب مؤكدا أن الضربات الأمنية الاستباقية أوقفت ٩٠٪ من العمليات الإرهابية قبل وقوعها.
ووجه الشكر لوكالة أنباء الشرق الأوسط على فكرةً الندوة، وقال اتمني كل من وسائل الاعلام تسير على هذا النهج .
وخلال الندوة، دعا المهندس أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن إلى ضرورة التكاتف بين جميع القوى السياسية في مصر في مواجهة مخططات إسقاط الدولة والوقوف على مسافة واحدة للحافظ على الدولة المصرية .
وأكد على الدور الهام الذي يلعبه الإعلام في المرحلة الحالية باعتباره مسموعا في كل أرجاء الوطن في خلق الوعي بخطورة المخططات الهادفة لإسقاط الدولة المصرية والعمل على مواجهتها.
واقترح وضع خطة على مدى عامين أو ثلاثة لخلق الوعي الكامل بين الشعب المصري بضرورة الحافظ على الدولة المصرية ومواجهة مخططات إسقاطها خاصة في ضوء المؤمرات التي تحاك ضد الوطن بعد أن أصبحت مصر رقما كبيرا ولاعبا أساسيا في المنطقة.
وشدد على أهمية أن يكون لدينا يقين في ربوع مصر كلها بوجود مؤامرة لإسقاط الدولة المصرية يجب مواجهتها وخلق توعية بين الشعب المصري كله بوجود مخاطر على الدولة وحشد كافة القوى للوقوف في وجه تلك المخططات” .. مشيرا إلى أن الشعب المصري في ظل تكاتفه لم يخسر أي مواجهة على مدار التاريخ .
وقال “رشاد”: لو حصرنا نسبة الإرهابيين الذين تم القبض عليهم في عمليات إرهابية سنجد نسبة كبيرة منهم من الصعيد ومحافظات مصر ونسبة قليلة من القاهرة مما يتطلب خطة اقتصادية وتوعية إعلامية في تلك المناطق بوجود خطر على الدولة المصرية وخلق الوعي بضررة مواجهة تلك المخاطر “.
من جهته، دعا سيد عبد العال رئيس حزب التجمع القوى السياسية إلى اعداد وثيقة برنامج العمل الوطني من وكالة أنباء الشرق الأوسط، توقعها كل الاحزاب والائتلافات ، مؤكدا أن هذه الوثيقة لن تكن لها علاقة بأي انتخابات بل تتحدث عن أوجه الاتفاق لدى جميع القوى السياسية من أجل استنهاض التعليم والصحة، واصلاح المنظومة الثقافية والإعلامية، ومساندة الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب، ومساندة الرئيس في مواجهة الفساد ومشاركة الحكومة في تحمل العبء القائم سعيا إلى مزيد من الرضا الشعبي.
كما نوه بأهمية أن تتبنى هذه الوثيقة قضايا المرأة والأقباط، وأنه سيكون هناك اهتمام بكتابة مشروع الوثيقة والتوجه بها لإنضاجها.
كما شدد عبد العال على أهمية أن يتحمل الشعب المصري نتائج الاصلاح الاقتصادي بعدالة، ولا تجني فقط فئات دون غيرها مكاسب الإصلاح الاقتصادي، مشيرا إلى أن الرئيس شكل لجنة برئاسة المهندس إبراهيم محلب لمتابعة المشروعات والأنشطة الاقتصادية المتعثرة، وكان قد أصدر قرارا قبل اشهر باستعادة أراضي الدولة من واضعي اليد.
وقال إن مصر تتعرض الآن لمؤامرات ومخططات لإفشال مؤسساتها على غرار ما حدث بعد ثورة 25 يناير حتى تعم الفوضى وتتفكك الدولة، إلا أن الدولة بقيادتها وأجهزتها وشعبها تدرك جيدا هذه المؤامرات وملتفة حاليا حول قيادتها السياسية التي تعمل بكل جهد وإقتدار لوأد هذه المخططات والعمل بكل جد في مسار التنمية الإقتصادية للنهوض بمصر حتى تستطيع أن تستعيد مكانتها المرموقة بين دول العالم.
من جانبه، قال حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري إن مكافحة الإرهاب تتطلب إدراكا لأوجه القصور التي استغلها الإرهاب للدخول إلى عقول المغرر بهم ومعالجتها.
وأضاف عمر في كلمته في ندوة وكالة أنباء الشرق الأوسط نحن أمام مؤامرات كبيرة تهدد وجود الدولة المصرية، وهذا يتطلب أن نجلس معا لمواجهة هذا التحدي الكبير، معتبرا أن هناك معركة داخلية و خارجية لمواجهة الإرهاب، وقال / إن قطر أصغر من ان تضع سياسات في المنطقة هي مجرد منفذ لسياسات جهات أخرى بالوكالة/ .
وقال “هناك دول تريد الشر لمصر وتستخدم دولا وجهات أخرى بالوكالة لتنفيذ مخططاتها، مضيفا أن الجيش والشرطة والدبلوماسية المصرية والبرلمان والشعب المصري هم خطوط الدفاع عن الوطن.
من جانبه، قال اللواء محمد الغباشي مساعد رئيس حزب حماة الوطن / أن هناك العديد من المؤامرات التي تواجه مصر، منها تهديدات مباشرة ذات أولوية .. وهي الارهاب والحالة الاقتصادية/.. مؤكدا أن الدولة تعمل على عدة محاور لمواجهة تلك التحديات ومنها تغيير الاستراتيجية الأمنية فى التعامل مع المخربين والجماعات الإرهابية والعمل الجاد على استغلال الموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة للمواطن وتفعيل الحرب الإعلامية الاستباقية وتوعية المواطنين بمخاطر حروب الجيل الرابع والخامس التى نواجهها حاليا.
ودعا الإعلام الوطني إلى العمل جميعا على توحيد الجهود لمنع ما يسمى فوبيا الدولة الفاشلة، مشددا على أن مصر لن تكون هذه الدولة الفاشلة.. فالتاريخ يثبت أن أول حكومة مركزية على وجه الأرض كانت في طيبة، وأن أول جيش نظامي كان في مصر.
كما طالب الغباشي الدولة بتفعيل دور جيد لهيئة الاستعلامات ضد إعلام الجماعة الإرهابية .
وأكد أن الجغرافيا تعطي مصر الحق كاملا في أن تسيطر على أهم منفذ مائي ومعبر للتجارة الدولية وان تكون النافذة الافريقية والاسيوية ومركز الثقل في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا.
وأشار إلى أن المخططات مازالت سارية والاطماع متواصلة، والكل يبحث عن مصالحه الاقتصادية وإن اختلفت الوسائل والأقنعة ..مؤكدا ان الاقتصاد هو المحور الأساسي الذي يلعب عليه الجميع.
/أ ش أ/