تحدثت صحيفة “واشنطن تايمز” في مقال نشرته أمس الخميس عن تبعات تعيين ولي عهد جديد في السعودية، وتداعيات سياساته المرتقبة على إيران.
يبدأ كاتب المقال بالحديث عن نقطة انطلاق سياسة ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان تجاه جمهورية إيران الإسلامية، وتتجلى البداية حسب الصحيفة بفهم حقيقتين أساسيتين، الأولى هي أن النظام الإيراني يبقى تهديدا جادا للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، وأن إيران هي الدولة الأولى الداعمة للإرهاب. والحقيقة الثانية هي أن الشعب الإيراني ما زال يشكل التهديد الأكبر لنظام الحكم الإسلامي في بلده، ويبقى الأمل الحقيقي الوحيد بحصول تغيرات جذرية في إيران.
ويتابع الكاتب قائلا إنه في حال اتبع ولي العهد الجديد سياسات صحيحة في تعامله مع النظام الإسلامي الإيراني، فإن التاريخ لن يذكره فقط على أنه القائد الذي حل المعضلة الإيرانية، بل على أنه الرجل الذي أطلق العنان لحراك اقتصادي في الشرق الأوسط، لأنه في ضوء صداقته مع دونالد ترامب فإن أي نهج جديد وجريء للأمير السعودي تجاه إيران سيحظى بكامل الدعم من الرئيس الأمريكي وكل وكالاته للأمن القومي.
وتفيد الصحيفة بأن الرياض فشلت حتى الآن في استرضاء نظام خامنئي من جهة، ومن جهة أخرى في كسر شوكته بالقوة عن طريق حروب بالوكالة كما يجري في اليمن، ورغم أن تلك الحرب تكلف الميزانية السعودية 600 مليون دولار شهريا إلا أن المملكة وبعد كل المليارات المصروفة ما زالت بعيدة عن تخييب آمال طهران في تأسيس جسر ساحلي لها في الجزيرة العربية عن طريق دعمها للحوثيين.
وتذكر الصحيفة أن على بن سلمان أن يتبنى نهجا يعتمد على القوة اللينة لحل المعضلة الإيرانية، يبدأ بالفصل الواضح بين الشعب الإيراني وحكامه، والبداية الأنسب لذلك حسب الصحيفة تكون بتوجيه خطاب للإيرانيين حول رؤية الأمير للعلاقات الودية والسلمية مع شعب إيران، ويتطرق من خلال الخطاب إلى غنى التاريخ الإيراني وتميز ثقافته وإرثه، لتكون الخاتمة بمد يد الصداقة إلى حلفائه الطبيعيين.
وتمضي الصحيفة في الخطوة الأولى اللاحقة للخطاب، وهي تأسيس صندوق لتمويل المسنين من حجاج إيران إلى القبلتين، وخاصة بعد هبوط حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للبلد بعد الإطاحة بحكم الشاه، ما زاد التكاليف على كاهل الحجاج الراغبين بأداء فريض الحج من الإيرانيين، وبذلك سيبدو أن السعودية تمد يد العون للملايين في إيران.
الخطوة الثانية للأمير تتأتى، بحسب الصحيفة، من اهتماماته التقنية، وتكون بإعلان تأسيس جسر تكنولوجي بين إيران والسعودية، تنطلق بواسطته مشاريع جديدة من الداخل الإيراني وخارجه تأتي بتكنولوجيات واعدة مفيدة للسعودية كتحلية مياه البحر وإنتاج الخلايا الشمسية متعددة الوصلات مثلا.
أما في الخطوة الثالثة، تقول الصحيفة، فإن محمد بن سلمان يمكنه أن يطبق مخططا لإعادة إعمار إيران يُظهر للإيرانيين كيف يمكن أن يبدو بلدهم بعد التخلص من جلاديهم، وتوضح الصحيفة أنه يمكن إشراك استراتيجية استثمارية من دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المشروع، وليكون في هذا إشارة إلى الإدارة الاقتصادية السيئة للنظام الإيراني.
ويكمل كاتب المقال قائلا إن نجاح محمد بن سلمان في سياسة القوة الناعمة آنفة الذكر لن يؤدي فقط إلى نجاح مشروع “رؤية السعودية 2030” فحسب، بل وإلى الاعتراف به تاريخيا على أنه الشخص الذي قاد نهضة شعوب الشرق الأوسط.
ويرد في نهاية المقال ذكر “الأسلحة الجميلة” التي من شأنها ردع عدوانية النظام الإيراني حسب وصف ترامب في زيارته الرئاسية الأولى للرياض، ويقول الكاتب إن إيران الحرة والمزدهرة ذات العلاقات السلمية مع السعودية ستكون أجمل بكثير من هذه الأسلحة.
المصدر: وكالات