لطالما ظلت التحركات التوسعية للتغلغل فى الإقليم، وبسط نفوذ إيران تثير مخاوف الدول العربية، وفى إطار مساعيها لعرقلة الجهود الكويتية لحل الأزمة الخليجية، وإثارة قضية أخرى للتعتيم على الرأى العام تجاه الأزمة الحقيقية مع قطر، منحت الدولة الشيعية ملاذا آمنا لعناصر كويتية مدعومة منها ومطلوبة أمنية لدى دولة الكويت، ما أدى إلى ردود أفعال غاضبة تجاه السياسات المشبوهة لطهران فى المنطقة.
وفى أحدث سلسلة من ردود الأفعال العربية تجاه أطماع طهران فى الإقليم، اتخذت الكويت قرارا بتقليص عدد الدبلوماسيين الإيرانيين لديها، على خلفية اتهام أفراد خلية إرهابية بتلقى تدريبات فى إيران.
وفى بيانها، طلبت الكويت اليوم الخميس، من السفارة الإيرانية لديها تقليص عدد الدبلوماسيين العاملين هناك من 19 شخصا إلى 4 دبلوماسيين فقط، وذلك على خلفية اتهام أفراد خلية إرهابية بتلقى تدريبات فى إيران.
وأكدت مصادر أن الحكومة الكويتية أرسلت مذكرة احتجاج للسفارة الإيرانية فى الكويت، تبلغها بإغلاق الملحقية الثقافية والمكتب العسكرى أيضا.
وطلبت المذكرة من الدبلوماسيين مغادرة الأراضى الكويتية خلال 45 يوما، وإيقاف جميع اللجان المشتركة بين البلدين، على خلفية الحكم النهائى بإدانة أفراد “خلية العبدلى” بالتخابر مع إيران وحزب الله اللبنانى الإرهابى.
وقضت محكمة التمييز الكويتية، الأحد الماضى، بسجن المتهمين فى قضية “خلية العبدلى”، المتهمين بالتخابر مع إيران وحزب الله اللبنانى لسنوات متفاوتة.
وتعود أحداث القضية إلى أغسطس 2015، حين أعلنت وزارة الداخلية، ضبط أعضاء فى خلية إرهابية، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة فى منطقة العبدلى، شمال العاصمة الكويت. ووجهت للمتهمين عدة اتهامات بـ”التخابر مع إيران وحزب الله، وارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضى دولة الكويت”.
وبحسب مراقبون فإن طهران تحاول عرقلة جهود الوساطة التى تقودها الكويت فى الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من الدوحة، على خلفية التقارب بين إمارة الإرهاب وإيران ودعم قطر للتطرف عبر تمويل جماعات إسلامية.
وساهمت طهران فى إيواء 14 ينتمون إلى المذهب الشيعى مدانون فى هذه القضية، وبحسب صحيفة السياسة الكويتية نقلا عن مصادر أمنية رفيعة المستوى، “فر 14 شيعيا كويتيا دينوا بتشكيل خلية مرتبطة بطهران بحرا إلى إيران، على متن قوارب سريعة بعد ان أصدرت محكمة التمييز بحقهم قرارها النهائى بالسجن لفترات تصل إلى 10 سنوات فى قضية التحضير لاعتداءات فى الكويت”.
والمتهمون الذين فروا كان أخلى سبيلهم بعد قرار أصدرته محكمة الاستئناف العام الماضى قبل أن تنقض محكمة التمييز القرار وتصدر حكمها النهائى، والفارون بحسب الصحيفة هم المدانون فى قضية “خلية العبدلى”، وقد فروا إلى إيران يوم إصدار محكمة التمييز حكمها النهائى فى القضية فى 18 يونيو الماضى.
وقد أدينوا بحسب الصحيفة “بارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضى الكويت، والسعى والتخابر للقيام بأعمال عدائية ضد الكويت، من خلال جلب وتجميع وحيازة وإحراز مفرقعات ومدافع رشاشة وأسلحة نارية وذخائر وأجهزة تنصت بغير ترخيص، وبقصد ارتكاب الجرائم بواسطتها، ويشكل الشيعة حوالى ثلث سكان الكويت البالغ عددهم 1,35 مليون نسمة.
من جانبها، أهابت وزارة الداخلية الكويتية بجميع المواطنين والمقيمين التعاون مع رجال الأمن والتقدم بأية معلومات بشأن المدانين فى قضية خلية ” العبدلى” الإرهابية. وحذرت الداخلية الكويتية فى بيان أمس، من التستر على هؤلاء الاشخاص المتوارين عن الأنظار وصادرة بحقهم أحكام قضائية أو مساعدتهم على الفرار .
ودعت الوزارة المواطنين والمقيمين للتواصل على هاتف للطوارئ بعد التثبت من وجود المحكومين داخل الكويت طبقا للسجلات الرسمية للمنافذ.
المصدر:وكالات