اهتمت صحيفة ” الخليج ” الكويتية بالحرب التى تشنها مصر على الإرهاب وما تقوم به القوات المسلحة من مواجهات للجماعات الإرهابية للقضاء عليها .
وكتب رئيس تحرير الصحيفة احمد اسماعيل بهبهانى افتتاحية العدد الصادر صباح اليوم / الثلاثاء / تحت عنوان ” ستظل مصر أكبر من الإرهاب ” ، ” تدرك مصر – قيادة وشعبا – أن طريقها نحو ترسيخ أمنها واستقرارها ، وتعزيز تنميتها ، وتمتين اقتصادها ، واستعادة مكانتها الرائدة في المنطقة ، ليس معبدا ولا مفروشا بالزهور ، بل تواجهه عقبات وعراقيل كثيرة ، وأن هناك من يتربص بها ، ولا يريد لها أن تعود إلى سابق عهدها آمنة مطمئنة مستقرة ، تلعب دورا مهما ومستحقا ، إقليميا ودوليا ، وتتمكن من تحقيق نقلة اقتصادية وتنموية كبيرة ، وجديرة بها .
وأشار بهبهاني الى أن مصر تعي تماما أن أخطر تلك العقبات والعراقيل التي تواجهها ، هي عقبة الإرهاب ، ليس لأنه يستعصي على المواجهة ، وإنما لأنه عدو خفي ، يتسلل في الظلام ، ظلام الفكر والرؤية ، وظلام القلوب التي عميت عن معرفة الحق ، وتردت في غياهب الباطل ، وبدلا من أن تحارب عدو الوطن والأمة ، استدارت لتحارب وطنها وأمنها ، وتستنزف الطاقات التي كان ينبغي أن توجه إلى معارك البناء والتنمية والازدهار .
ولفت الى أن الحادث الإرهابي الذى راح ضحيته عدد من شهداء مصر البواسل ، من رجال الكتيبة 103 صاعقة الذين استُشهدوا ، إثر الهجوم الإرهابي الذى استهدف كمين البرث العسكرى بمدينة رفح بشمال سيناء ، ليس سوى حلقة في سلسلة استهداف مصر ، لاسيما في ظل ما تحققه مصر الآن من تطور كبير ، على كل أصعدتها ، وهو تطور تشهد به الأرقام والبيانات الدقيقة ، وتنطق به الحقائق على أرض الواقع .
واكد أنه يعز على قوى الإرهاب والظلام أن ترى هذه الانطلاقة المصرية الكبيرة ، وتسعى بكل ما تملك لإعاقتها ووقف حركتها .. وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي ، حين شدد عقب ذلك الحادث الإجرامي ، على أن “قوى التطرف تحاول النيل من استقرار البلاد وأمنها ، خاصة خلال تلك المرحلة التي تكثف مصر خلالها جهودها لمكافحة الإرهاب على مختلف الأصعدة ، ودفع عملية التنمية” .
واختتم رئيس تحرير صحيفة ” الخليج ” مقاله قائلا ” إن ما تعجز حركات التطرف والإرهاب عن فهمه دائما ، هو أن طبيعة الشعب المصري التي تتسم بالوسطية ، وتكره العنف والدم ، لا يمكن أن تستجيب لتطرف تلك الحركات ، أو تنزلق إلى المنحدر الذي تريد دفعها إليه ، لم يحدث ذلك قط في تاريخ مصر ، ولن يحدث أبدا .. ولذلك على كثرة ما شهد تاريخها من ظهور تنظيمات عنيفة متطرفة ، فقد اندثرت جميعها ، وبقي المصريون محافظين على اعتدالهم في كل شيء ، في دينهم ودنياهم ، في ثقافتهم وفنهم وحياتهم الاجتماعية ، وظل علماؤهم وأدباؤهم ومفكروهم ، رموزا للاستنارة في المنطقة والعالم كله ، كما ظل أناسها البسطاء محتفظين بطيبتهم وتسامحهم ، ورفضهم لكل ما يجاوز حدود الاعتدال والوسطية والتسامح .
وأكد أن مصر ستظل أكبر من الإرهاب ، وستبقى دائما رمزا للتسامح والاستنارة ، مهما حاول الحاقدون والمتربصون إيذاءها أو النيل منها .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الاوسط