تنطلق اليوم الجمعة، بمدينة هامبورج الألمانية أعمال “قمة العشرين” التي تستمر لمدة يومين تحت شعار “نحو بناء عالم متواصل”.
ويشارك في القمة رؤساء وقادة 20 دولة وهى الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
وتناقش القمة عددا من القضايا التي تحتل أولوية قصوى على الساحة العالمية خلال المرحلة الراهنة وعلى رأسها قضية استقرار الاقتصاد العالمي ومواصلة تنظيم أسواق المال وأهداف التنمية المستدامة 2030 وتغير المناخ، والأمن المعلوماتي والتجارة الحرة والعمالة فضلا عن تدفقات الهجرة واللاجئين إلى أوروبا، ومكافحة الإرهاب والأزمة الخليجية.
كما تركز القمة على دعم التعاون مع القارة الأفريقية من خلال مبادرة “Compact with Africa” أو “التعاقد مع أفريقيا” التي لا تقتصر فقط على تقديم المساعدات لأفريقيا بل الدفع بمزيد من الاستثمارات هناك، حيث أعلنت المستشارة الألمانية ميركل دعم القمة للدول الأفريقية ذات توجهات إصلاحية بإجمالي 300 مليون يورو من أجل تحفيز استثمارات خاصة.
ومن المقرر أن تشهد القمة أول لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث تندرج عدة موضوعات مهمة على أجندة اللقاء من بينها الأزمة الأوكرانية، الحرب في سوريا، العقوبات الاقتصادية على روسيا بالإضافة إلى التحقيق الأمريكي بشأن اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الرئاسية الأخيرة.
وفي هذا السياق أعلن مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي مكاستر أن ترامب يريد العمل من أجل تطوير الغرب “سياسة بناءة” مع روسيا،
وتنبع أهمية قمة العشرين هذا العام من أنها تنعقد في ظل أجواء يواجه فيها العالم تحديات مهمة وصعبة في الوقت الذي تتباين فيه وجهات النظر الدولية حول العديد من القضايا. فمن ناحية، تعد هذه القمة هي الأولى من نوعها بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة أوائل العام الجاري، وتأتي بعد انعقاد قمة مجموعة السبع الشهر الماضي والتي كشفت عن انقسامات عميقة بين عدد من الدول الأوروبية والرئيس “ترامب” حول مجموعة قضايا من أبرزها إعلان واشنطن انسحابها من اتفاق باريس للمناخ، وتمسك ترامب بتبني سياسة حمائية على المستوى التجاري في الوقت الذي تنادي فيه المستشارة الأمريكية إنجيلا ميركل إلى ضرورة وجود أسواق حرة مفتوحة حيث أن الحمائية لا تقدم حلولا للمشكلات الاقتصادية.
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركته في القمة رغم ازدياد حدة التوتر بين برلين وأنقرة في الآونة الأخيرة وهو ما سيلقي بظلاله على مجريات القمة حيث يريد أردوغان استغلال حضوره إلى هامبورج لإلقاء كلمة أمام الجالية التركية في المدينة، وهو ما ترفضه الحكومة الألمانية.
وفي ضوء هذه الأجواء المتوترة استبعدت المستشارة الألمانية أن يحظى البيان الختامي للقمة بموافقة بالإجماع حيث توقعت أن التفاهم الوحيد قد يكون حول قضية مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن القضايا الخلافية المثارة في القمة أكثر من التفاهمات، وهو يجعل شعار القمة “نحو بناء عالم متواصل” أمرا صعب المنال.
ومجموعة العشرين هي تجمع اقتصادي يضم 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي، ويشكل الدول الاعضاء فيها قرابة 90% من إجمالي الناتج العالمي و80% من نسبة التجارة العالمية، ويمثل إجمالي سكانها ثلثي سكان الكرة الأرضية، كما أنها تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقد تأسست مجموعة العشرين عام 1999 عندما قرر وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في قمة الدول الأعضاء لمجموعة السبعة “جي 7” بواشنطن توسيع المجموعة وضم نظرائهم في دول مجموعة العشرين. وجاء إنشاء هذه المجموعة كرد فعل للأزمات المالية التي حدثت في نهاية التسعينات خاصة الأزمة المالية بجنوب شرق آسيا وأزمة المكسيك. غير أن المجموعة لم تكتسب زخما إلا بعد وقوع الأزمة المالية العالمية عام 2008 والتي انعكست تداعياتها بشكل واسع على القارة الأوروبية، حيث تم رفع مستوى المشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين إلى مستوى الرؤوساء.
وتعتبر المجموعة بمثابة منتدى اقتصادي غير رسمي فهي لا تتخذ قرارات ملزمة قانونيا للدول الأعضاء، كما أنها لا تملك سكرتارية دائمة او موظفين ثابتين، والرئاسة فيها تكون دورية.. واهتمت المجموعة منذ نشأتها بسلامة سياسات النمو وتقليص فرص إساءة استخدام النظام المالي والتعامل مع الأزمات المالية والنقدية بشكل فعال والتصدي لتمويل الإرهاب.
المصدر:أ ش أ