أكد مؤتمر (مصر تستطيع بالتاء المربوطة) على ضرورة بحث إنشاء آلية ميسرة للسماح للمصريين في الخارج بدعم المبادرات الوطنية والتي يأتي في مقدمتها صندوق ( تحيا مصر) عن طريق شبكات الاتصالات والهواتف المحمولة.
ودعا المؤتمر ـ في توصياته في ختام فعالياته التي استمرت يومين تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ الى المشاركة في إعداد نظام معلوماتي جغرافي مركزي للدولة باستخدام تكنولوجيا الإستشعار عن بعد بدقة عالية ، على أن يتم تحديثه دوريا بمشاركة الخبراء والمتخصصين في الداخل والخارج لمساعدة متخذي القرار، وهو النظام الذي يضمن التخطيط الأسلم والتنفيذ الأسرع في مجالات الثروات الطبيعية من مياه جوفية وثروة المعدنية ، التنبؤ بالكوارث الطبيعية والبشرية من سيول وتهريب ومكافحة المخدرات ، كشف جرائم التنقيب غير الشرعي عن الآثار ، حماية الرقعة الزراعية من التعديات بالبناء أو التبوير والمساعدة في مراقبة الحدود مما يسهل تحقيق استراتيجية الأمن الكامل ومحاربة الهجرة غير الشرعية.
وأوصى المؤتمر بالمشاركة في إعداد قواعد البيانات الخاصة بالخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة لضمان توظيف أمثل لجهودهم في تحقيق التنمية والتطوير في مصر ، وضرورة دعم البحث العلمي في الجامعات بالتقنيات الحديثة وربطه بعمليات الارتقاء بالمنتج الوطني لسد احتياجات السوق المحلية، وزيادة قدرته على المنافسة الخارجية سعيا لزيادة الصادرات وخفض عجز الميزان التجاري.
واقترح المؤتمر إنشاء جمعية للمهندسات المصريات بهدف جذب الفتيات للعمل في المجالات الهندسية والعلمية والرياضية، وإنشاء شراكة بين الجمعيتين المصرية والأمريكية للمكتبات، تمهيدا لاتخاذ القاهرة عاصمة للكتاب في العالم في إحدى السنوات المقبلة.
وأوصى بعقد عدة دورات من مؤتمر (مصر تستطيع) في عدد من دول المهجر ليتمكن العدد الأكبر من المصريين المغتربين من الحضور وتقديم الدعم لتحقيق أهداف إستراتيجية التنمية المستدامة، ودعوة أبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين في الخارج لدورة خاصة من مؤتمرات (مصر تستطيع) لتعريفهم بالجهود المبذولة في الداخل للنهوض بوطنهم الأم، ومنحهم فرصة المشاركة في جهود التنمية.
واتفقت المشاركات في المؤتمر على إطلاق ثلاث مبادرات يساهم فيها خبراء الخارج مع خبراء الداخل لتحقيق مجموعة من أهداف خطة التنمية المستدامة (مصر 2030) ، على أن تبدأ الجلسات التحضيرية لتفعيل تلك المبادرات عقب انتهاء فعاليات المؤتمر مباشرة.
وتعمل المبادرة الأولى على نشر الوعي السليم لأنماط الحوكمة في أوساط الشباب المصريين في الداخل والخارج وربط أبناء الجيلين الثاني والثالث في الخارج بمصر وطنهم الأم ، على أن يتم ذلك من خلال عقد ورش عمل وتدريب تفاعلي للشباب واكتشاف وتطوير مهاراتهم لبناء شخصيتهم، وتأهيلهم لسوق العمل.
وتتعلق المبادرة الثانية بدور الإعلام والثقافة في بناء وتنمية الوطن وفقا لأساليب علمية وفقا للمعايير والمواصفات الخاصة بضبط المحتوى الإعلامي وقياس الأداء وغرس قيم الولاء والانتماء والاعتماد على النفس، والثالثة حول التنمية المحلية وريادة الأعمال وتهدف إلى تطوير نماذج عمل جاذبة للاستثمار والتشغيل على مستوى الأحياء والمحافظات التي تدمج العمل الحرفي والصناعات المتناهية الصغر بالخدمات.
وأعلنت وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج إطلاق منتدى المصريين بالخارج على الرابط Expats.emigration.gov.eg ، وذلك ضمن الإجراءات التنفيذية لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكومة، وحرصا من الوزارة على استثمار نتائج المؤتمر، واستمرار التواصل مع أبناء الوطن بالخارج للتعرف على مقترحاتهم وآرائهم.
ويهدف المنتدى إلي تكوين مجتمع خاص للمصريين بالخارج على شبكة الإنترنت لتبادل المقترحات ومناقشتها، كما يهدف المنتدى لخلق بيئة تعاون وتواصل مستمر بين الوزارة وأبناء الوطن في جميع أنحاء العالم وبعضهم البعض، على أن يكون المنتدى أيضا بمثابة بنك للمعلومات والأفكار والمقترحات التي يمكن البناء عليها مستقبلا.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر ناقش على مدار 6 جلسات حوارية عدة محاور رئيسية هي : المرأة وصنع القرار ، الرعاية الصحية : خدمات فعالة للمجتمع ، التحول إلى الإنتاج هدف نحو التنمية المستدامة ، المرأة : الهجرة والمواطنة والتمكين ، الإقتصاد : تحديات وحلول ، الثقافة والفن والإعلام : عناصر خلق الوعي.
وعرضت المشاركات مجموعة من الأفكار والرؤى الخاصة بالتنمية والتطوير في القضايا الهامة التي خضعت للمناقشة ، واستعرض المشاركون في النقاشات جهود الحكومة في المجالات المتعلقة بالقضايا المطروحة لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة (مصر٢٠٣٠) ، وكانت المشاركة الفاعلة لمجموعة من أعضاء مجلس النواب دليلا على اهتمام السلطة التشريعية بتحقيق تمكين المرأة.
ونتج عن المؤتمر عدة اتفاقات أهمها اتفاق اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى مع الدكتورة هدى المراغى رئيس مركز أبحاث كندا في نظام التصنيع وعميد كلية الهندسة بجامعة وندسور على عقد لقاء لبحث سبل التعاون في تطوير خطوط مصانع الإنتاج الحربى باستعمال أحدث الأساليب وتكنولوجيا التصنيع المتطورة، كما وافقت على التعاون مع الأكاديمية العربية للنقل البحري والتكنولوجيا على تفعيل مجموعة من المشروعات الصناعية في المحليات لنقل المعرفة، والتدريب المتقدم.
وتم الاتفاق أيضا على عقد السيناتور آن على عضو البرلمان الأسترالي لقاء مع مجموعة من عضوات مجلس النواب المصري لبحث سبل التعاون ، ومواجهة التحديات المشتركة وتقديم دعوة لوفد من النائبات المصريات لزيارة البرلمان الأسترالي ، وعقد لقاء مع أعضاء لجنة الأمن القومى بمجلس النواب لبحث التعاون في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب.
وعقدت الدكتورة إيمان غنيم والدكتورة حسناء عطيوى لقاء مع مسئولي وزارة الصناعة والتجارة لبحث التعاون في كيفية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في مجالات الصناعة.
وأسفرت المناقشات عن طرح عدة أفكار لمواجهة التحديات التي تعترض طريق النمو الاقتصادي ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي يمثل إدماج المرأة وتمكينها محورا رئيسيا فيها.
وأكدت فعاليات المؤتمر الحاجة الى تضافر جهود جميع المصريين لغرس روح الولاء والانتماء في الشباب المصري في الداخل والخارج والحفاظ على الهوية المصرية.
أ ش أ