قالت صحيفة تايمز البريطانية إن الفجوة بين أهداف الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الارهابى ، والأهداف النهائية للرئيس دونالد ترمب، أصبحت مثيرة للقلق، وإنها تسير إلى مواجهة مع إيران وروسيا.
جاء ذلك في مقال للكاتب ريتشارد سبنسر، رأى فيه أن خريطة سوريا “لم تعد عملاً فنياً كما كانت فى الماضي”، بل أصبحت “أرضاً قاحلة يتربص بها الخوف والموت بكل مكان”.
وأشار إلى ما وصفه بـ “المعضلة الأخيرة المتعلقة برقعة متعددة الألوان في جنوب شرق البلاد، حيث تجازف الولايات المتحدة، وهي تجرّ معها حلفاءها والشعب السوري في هذه المنطقة، في صراع دولي مع روسيا وإيران؛ من خلال نقص واضح في التركيز على عواقب طموح الرئيس ترمب”.
وأضاف الكاتب أن الطائرات والقوات الأمريكية الخاصة، مع غيرها من بريطانيا وفرنسا وأستراليا وأماكن أخرى، تشارك “بشكل وثيق” في هجوم من ثلاثة محاور على الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة، حول الموصل في شمال العراق، والرقة بشرق سوريا، وبالقرب من الحدود مع الأردن والعراق في جنوب شرق سوريا.
وأوضح أنه في أول هذه المحاور يتعاون الحلفاء الغربيون مع القوات المسلحة العراقية النظامية، وفي الثاني مع تحالف من المليشيات التي يقودها الأكراد، فرضته الظروف الخاصة في الشمال الشرقي السوري المتعدد الأعراق، والمحور الثالث الشركاء؛ وهم لواءان محليان من العناصر المناوئة للأسد وتنظيم الدولة من الجيش السوري الحر. وفي جميع الحالات تكون المعونة الغربية مشروطة بقبول أن التنظيم هو العدوّ وليس أي فصيل آخر في هذه الحرب، بحسب الكاتب.
وأردف بأن هذه القوات المدعومة من الغرب ليست الوحيدة التي تقاتل التنظيم، “ففي العراق قام عدد من التنظيمات شبه العسكرية الموالية فكرياً للدولة -ولكن في الكثير من الحالات تتلقّى دعمها وتدريبها بواسطة إيران لأسبابها الخاصة- بالتحرّك غرباً وتحرير الأراضي الواقعة على الحدود السورية من سيطرة التنظيم”.
وفى سوريا ، وصل النظام – الذي كان غالباً ما يفضّل محاربة الثوار على محاربة التنظيم – إلى الحدود العراقية السورية من الاتجاه الآخر، تدعمه في ذلك أيضاً مليشيات إيرانية.
واستنتج الكاتب من هذا السيناريو أن أحد الأهداف الإيرانية المفترضة هو التأكّد من أن هذه المليشيات الصديقة تسيطر على الأراضي بجميع أنحاء العراق وسوريا وحتى جنوب لبنان، “حيث حزب الله -المليشيا الأخرى المدعومة من إيران- يعيث فساداً. وهذا يضع طهران نهاية المطاف على الحدود الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن تناقض رؤية ترمب مع رؤية مستشاريه العسكريين، حيث يرى مسؤول العمليات المشتركة ضد التنظيم في بغداد، العقيد ريان ديلون، عدم وجود مشكلة “إذا أرادت الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون والروس محاربة المتطرفين أيضاً”.
بينما قال مسؤولون في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي: “إن مسؤولي إدارة ترمب يخططون للمرحلة التالية من الحرب؛ لقتال معقّد سيجعلهم في صراع مباشر مع الحكومة السورية والقوات الإيرانية المتنافسة للسيطرة على امتداد صحراوي شاسع في الجزء الشرقي من البلاد”.
وختمت الصحيفة بقولها إن حربين عالميتين جرى خوضهما بالقرن العشرين؛ “لأن ألمانيا صعدت الاعتداء معتقدة أن بريطانيا لن ترد، على الرغم من أن الأدلة وكتب التاريخ كانت تشير إلى أنها سترد. ورأت أنه من الواجب ألا يرتكب الغرب نفس الخطأ مرة أخرى”.
المصدر : التايمز البريطانية