إما التنفيذ الكامل غير المشروط في خلال المدة المحددة، وإما الفراق الكبير، ولا حل وسطاً مع دولة فقدت العقل والبوصلة، وهي تحاول اليوم، مجدداً، كعادتها، الهروب إلى الأمام، عبر تسريب قائمة المطالب فور تلقيها، ما اعتبره المراقبون تعدياً سافراً على جهود الشقيق الكويت، ومحاولة إساءة إلى مطالب حقيقية ومحقة يفترض أنها محل بحث من جانب نظام قطر.
هذا التسريب الذي قامت به قطر دليل جديد على عبث النظام وصبيانيته، ونزوع قطر المروع نحو فشل الدولة، وقلة حيلة النظام ومستشاره وأزلامه بعد أن أوصلوا قطر إلى هذه الورطة التي لا تحسد عليها.
ليس أمام الدوحة إلا تلبية شروط دول المقاطعة، هذا إذا أرادت العودة إلى محيطها الخليجي والعربي، صمام أمانها، والضامن الأول والأخير لأمنها واستقرارها. هنا مستقبل قطر وشعبها، وليس مع الإيراني والتركي ولهما أطماعهما المعلومة المعلنة، وعزة قطر وشعبها هنا لا هناك. هذا ما قالته المطالب، وهي، في واقع الأمر، نسخة مطورة لالتزامات اتفاق الرياض (2013)، واتفاق الرياض التكميلي (2014 ) اللذين وقع عليهما تميم، وكان توقيعه في المرتين أساس عودة السفراء، نحو تنفيذ البنود جميعها.